الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » النبيّ نور الهدى ورحمة للعالمين

عدد الابيات : 64

طباعة

بِسْمِ اللهِ أَبْدَأُ وَالْحَرْفُ يَسْتَعِرُ

فِي مَدْحِ مَنْ شَرَّفَ الدُّنْيَا وَمَنْ عُمِرُوا

يَا أَعْظَمَ النَّاسِ خَلْقًا وَالْخَلِيقَةُ قَدْ

تَفَاخَرَتْ، وَعَنَاكَ السَّبْقُ وَالظَّفَرُ

مُحَمَّدٌ أَنْتَ فِي الْأَكْوَانِ مُعْجِزَةٌ

وَفِي الْأَنَامِ نَبِيٌّ مَا مِثْلُهُ بَشَرُ

صَلُّوا عَلَيْهِ، وَزِيدُوا مِنْ مَحَبَّتِهِ

يَشْفِي الْجَرِيحَ، وَيَحْمِي الْكَوْنَ إِذْ جَارُوا

نُورٌ عَلَى نُورِهِ الْوَحْيُ انْبَثَقْتَ بِهِ

وَالنُّورُ يَهْتِفُ: "هَذَا الصَّادِقُ الظَّفِرُ"

إِنْ قُلْتَ صَدَّقَتِ الدُّنْيَا بِمَا نَطَقَتْ

وَإِنْ بَسَمْتَ تَبَسَّمَ عَنْكَ مَا غُفِرُوا

لَوْلَاكَ مَا قَامَ عَدْلٌ فِي الْوَرَى أَبَدًا

وَمَا رَسَتْ فِي حِمَى الْأَرْوَاحِ مَا جَزَرُوا

بِكَ الرَّحِيقُ لِقَلْبِ الْمُؤْمِنِينَ جَرَى

وَالْكَوْنُ يَسْبَحُ فِي مَدْحِ الَّذِي غَفَرُوا

أَنْتَ الرَّحِيمُ إِذَا حَلَّتْ نَوَازِلُهُمْ

وَفِي الْحُرُوبِ بَطَلٌ يُرْهِبُ الظَّفَرُ

يَا مَنْ بِسِيرَتِهِ الْأَكْوَانُ قَدْ بُهِرَتْ

وَبِرِفْقِهِ طَابَتِ الْأَرْضُ وَالسَّمَرُ

أَنْتَ النَّبِيُّ، وَهَذِي الْأَرْضُ مَشْهَدُهُ

تَحْكِي الْمَكَارِمَ، أَنْتَ الْعَدْلُ وَالْقَدَرُ

يَا مَنْ قَرَأْتَ الْكِتَابَ الْعَظْمَ فِي عَجَبٍ

فَأَصْبَحَ الْحَرْفُ بَيْنَ النَّاسِ مُنْتَصِرُ

مِنْ أَيِّ زَهْرٍ أَجَدْتَ الْعِطْرَ مَنْبَعَهُ؟

فَالزَّهْرُ يَعْلَمُ أَنَّ النُّورَ كَالْعِطْرِ مُنْتَثِرُ

إِنْ قَالَ قَائِلُهُمْ: "مَنْ أَنْتَ؟" كَانَ لَهُ

جَبْرِيلُ يَصْرُخُ: "هَذَا النُّورُ مُبْتَشِرُ"

تَحْكِي النُّبُوءَةُ عَنْ أَخْلَاقِهِ كَرَمًا

كَأَنَّهُ الْحَقُّ، أَوْ أَنْفَاسُ مَنْ ذَكَرُوا

مُحَمَّدٌ أَنْتَ بَحْرٌ لَا ضِفَافَ لَهُ

وَأَنْتَ نُورُ الْوَرَى، مَا مِثْلُهُ قَمَرُ

هَلْ فِي الْقَصَائِدِ أَوْصَافٌ تُحِيطُ بِهِ؟

لَوْ جَاءَ شِعْرُ الْأُوَلِ مَا بَلَغُوا الْقَدَرَ

فَاخْضَرَّتِ الْأَرْضُ بَعْدَ الْيُبْسِ مَوْعِظَةً

وَأَزْهَرَ الْحَقُّ، وَالطُّغْيَانُ قَدْ قُبِرُوا

يَا مَنْ أَتَى بِالْهُدَى نُورًا يُبَارِكُنَا

إِنِّي بِحُبِّكَ لِأَفْنَانِهِ أَمْجَادٌ وَأَثَرُ

صَلَّى عَلَيْكَ إِلَهِي مَا جَرَى قَلَمٌ

وَمَا سَمَا نَجْمُ هَذَا الْأُفْقِ يَزْدَهِرُ

يَا أَحْمَدَ الْخَيْرِ يَا مَنْ فِيكَ مُفْتَخَرُ

وَأَنْتَ بَدْرٌ بَدَا فِي اللَّيْلِ يُزْدَهِرُ

يَا رَحْمَةً أَشْرَقَتْ فِي الْكَوْنِ مَنْبَعُهَا

فَكُلُّ قَلْبٍ بِنُورِ اللهِ الْحَقِّ مُبْتَشِرُ

يَا مَنْ زَرَعْتَ الْهُدَى فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ

وَغُصْنُ عَدْلِكَ بَيْنَ النَّاسِ مُزْدَهِرُ

تَسَامَحَتْ نَفْسُكَ الْعُلْيَا مَعَ أُمَمٍ

وَكُنْتَ بَحْرًا بِفَيْضِ الْعَفْوِ يَنْهَمِرُ

عَجِزَتْ عَنِ الْوَصْفِ أَقْلَامُ الْوَرَى خَجَلًا

وَحَارَ فِي مَدْحِكَ الْأَزْمَانُ وَالدَّهْرُ

أَكْرَمْتَنَا بِالْهُدَى، وَالصِّدْقِ دَيْدَنُنَا

فَالْحُبُّ مُنْكَرَعَاهُ الْقَلْبُ وَالْبَصَرُ

صَلَّى عَلَيْكَ إِلَهُ الْعَرْشِ مَا طَلَعَتْ

شَمْسُ الضُّحَى، وَبَدَتْ أَنْوَارُهَا الزَّهْرُ

صَلَّى عَلَيْكَ الْوَرَى فِي كُلِّ مَأْمَلَةٍ

يَا خَيْرَ خَلْقٍ، وَيَا لِلْعِزِّ مِنْ وَطَرُ

يَا سَيِّدَ الْخَلْقِ يَا نُورًا يُضِيءُ لَنَا

دَرْبَ النَّجَاةِ إِذَا مَا ضَلَّنَا الْبَصَرُ

يَا شَافِعَ الْخَلْقِ فِي يَوْمِ الْوُقُوفِ غَدًا

حَيْثُ الْخَلَائِقُ بَيْنَ الْخَوْفِ تُنْتَظَرُ

يَا مَنْ بِهِ عَزَّنَا اللهُ وَشَرَّفَنَا

وَمَنْ هُدَاهُ عَلَى الْأَكْوَانِ مُنْتَثَرُ

يَا أَكْرَمَ النَّاسِ فِي خُلْقٍ وَفِي كَرَمٍ

يَدَاكَ لِلْخَيْرِ أَنْهَارٌ بِهَا الْمَطَرُ

رَفَعْتَ ذِكْرَك فِي الْآفَاقِ خَالِقُنَا

فَمَا أُقِيمَ أَذَانٌ دُونَ أَنْ يُذْكَرُوا

أَكْرَمْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَرْجُو الْكَرَامَةَ إِذْ

كُنْتَ الرَّحِيمَ، وَكَانَ الْحِلْمُ مُسْتَتِرُ

فَكَيْفَ نُحْصِي مَدِيحًا فِيكَ يَا أَمَلِي؟

وَقَدْ تَفَجَّرَ حُبُّ الْمُصْطَفَى شَرَرُ

صَلَّى عَلَيْكَ إِلَهُ الْعَرْشِ مَا خَفَقَتْ

قَلْبٌ بِنُورِكَ يَا مَحْبُوبُ يَا قَمَرُ

يَا خَيْرَ مَنْ أَشْرَقَتْ شَمْسٌ بِهُدَى

وَبِالضِّيَاءِ تَهَادَى الْكَوْنُ وَالزُّهْرُ

يَا مَنْ أَطَاعَتْ لَهُ الْأَكْوَانُ أَجْمَعُهَا

وَسَلَّمَ الشَّجَرُ الْأَطْيَابُ وَالْحَجَرُ

جَمَالُ ذَاتِكَ نُورٌ لَيْسَ يُشْبِهُهُ

نُورٌ، كَأَنَّ بِهِ الْأَكْوَانَ تَفْتَخِرُ

مَنْ ذَا يُضَاهِي رَسُولَ اللهِ مَنْزِلَةً؟

وَالْعَرْشُ بِاسْمِكَ وَالْأَنْوَارُ تَزْدَهِرُ

رَفَعْتَ أُمَّةَ خَيْرِ الدِّينِ شَامِخَةً

بِالْعِلْمِ وَالْحُبِّ وَالْإِحْسَانِ تُنْتَصَرُ

أَخْلَاقُكَ الْغُرُّ فِي الْآفَاقِ سَامِيَةٌ

لَا مِثْلَهَا خُلُقٌ، وَلَا مِثْلَهَا أَثَرُ

سَيْفُ الْعَدَالَةِ فِي يُمْنَاكَ مُشْرَعَةٌ

وَفِي يَسَارِكَ دِفْءُ الْقَلْبِ يَنْهَمِرُ

يَا سَيِّدَ الْخَلْقِ، يَا عُنْوَانَ عِزَّتِنَا

وَمَنْ بِهِ السَّلْمُ وَالدُّنْيَا لَنَا عُمَرُ

صَلَّى عَلَيْكَ إِلَهُ الْكَوْنِ فِي أَبَدٍ

مَا لَاحَ بَدْرٌ وَمَا سَالَتْ لَنَا عِبَرُ

يَا أَحْمَدَ الْخَيْرِ، يَا عُنْوَانَ مُعْجِزَتِي

وَمَنْ بِهِ الْكَوْنُ بِالْإِيمَانِ يُفْتَخَرُ

سَرَيْتَ لَيْلًا إِلَى الرَّحْمَنِ فِي أَلَقٍ

وَفِي يَدَيْكَ ضِيَاءُ الْحَقِّ يَسْتَعِرُ

أُسْرِيْتَ كَيْمَا تَرَى مَا لَا يَرَاهُ أُنَاسٌ

وَقَلْبُكَ الطَّاهِرُ الْمُخْتَارُ يَنْبَهِرُ

وَرَجَعْتَ تَحْمِلُ لِلْبُشْرَى هِدَايَتَنَا

وَمَنْ بِهَا تَنْجَلِي الْأَحْزَانُ وَالْكَدَرُ

يَا سَيِّدَ الْخَلْقِ، يَا مَنْ فِيكَ عِزَّتُنَا

وَمَنْ بِهَا كُلَّ هَمٍّ يَنْتَهِي الْأَثَرُ

يَا رَحْمَةً وَسَلَامًا فِي الْوُجُودِ بَدَتْ

كَالشَّمْسِ إِذْ تُشْرِقُ الْأَرْوَاحَ تَنْتَصِرُ

صَلَّى عَلَيْكَ إِلَهُ الْعَرْشِ مَا بَقِيَتْ

دُنْيَا وَمَهْمَا طَغَى فِي الْكَوْنِ مِنْ كَدَرُ

يَا مَنْ تَفَجَّرَتِ الدُّنْيَا بِحُبِّكَ إِذْ

نَادَى الْيَتِيمُ وَأَنْتَ الْعَطْفُ وَالْبَشَرُ

يَا مَنْ بِهِ السَّلْمُ فِي الدُّنْيَا تَسَيَّدْنَا

وَفِيهِ تُعْلِي لَنَا الْأَحْلَامُ وَالظَّفَرُ

بِكَ الرَّحِيقُ لِقَلْبِ الْمُؤْمِنِينَ جَرَى

وَالْكَوْنُ يَسْبَحُ فِي مَدْحِ الَّذِي غَفَرُوا

أَنْتَ الرَّحِيمُ إِذَا حَلَّتْ نَوَازِلُهُمْ

وَفِي الْحُرُوبِ بَطَلٌ يُرْهِبُ الظَّفَرُ

يَا مَنْ بِسِيرَتِهِ الْأَكْوَانُ قَدْ بُهِرَتْ

وَبِرِفْقِهِ طَابَتِ الْأَرْضُ وَالسَّمَرُ

أَنْتَ النَّبِيُّ، وَهَذِي الْأَرْضُ مَشْهَدُهُ

تَحْكِي الْمَكَارِمَ، أَنْتَ الْعَدْلُ وَالْقَدَرُ

يَا مَنْ قَرَأْتَ الْكِتَابَ الْعَظْمَ فِي عَجَبٍ

فَأَصْبَحَ الْحَرْفُ بَيْنَ النَّاسِ مُنْتَصِرُ

مِنْ أَيِّ زَهْرٍ أَجَدْتَ الْعِطْرَ مَنْبَعَهُ؟

فَالزَّهْرُ يَعْلَمُ أَنَّ النُّورَ مُنْتَثِرُ

إِنْ قَالَ قَائِلُهُمْ: "مَنْ أَنْتَ؟" كَانَ لَهُ

جَبْرِيلُ يَصْرُخُ: "هَذَا النُّورُ مُبْتَشِرُ"

إِنْ قَالَ قَائِلُهُمْ: "مَا رَحْمَتُهُ؟" قِيلَ:

"بِسْمِ النَّبِيِّ الَّذِي بِالْخَيْرِ يَنْتَشِرُ"

لَا يُوصَفُ الْمُصْطَفَى فِي شِعْرِنَا أَبَدًا

فَالْكَوْنُ يَعْجِزُ، وَالْكَلِمَاتُ تَنْكَسِرُ

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

663

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة