عدد الابيات : 64
طباعةالْحُبُّ نَبْضٌ فِي الْفُؤَادِ يُسَاجِجُ
يَشْدُو كَعُصْفُورٍ بِأَطْيَافِ رَاجِجِ
هُوَ الْوِصَالُ إِذَا الْقُلُوبُ تَلَاقَتْ
وَهُوَ الرَّجَاءُ إِذَا تَفَاقَمَ حَائِجِ
الْوَفَاءُ عَهْدٌ لَا يَزُولُ بِظُلْمَةٍ
يَبْقَى كَبَدْرٍ فِي الدُّجَى وَهَائِجِ
يَبْنِيهِ أَهْلُ الصِّدْقِ فَوْقَ مَحَبَّةٍ
وَيَظَلُّ نُورًا لِلزَّمَانِ السَّائِجِ
الْحُبُّ تَضْحِيَةٌ لِرُوحٍ صَافِيَةٍ
تَهَبُ الْحَيَاةَ بِرَغْمِ قَيْدِ أَجَايِجِ
وَالْعَاشِقُونَ إِذَا صَبَرْتَ تَرَاهُمُ
مِثْلَ النُّجُومِ بِسِحْرِهَا مُتَنَائِجِ
الْوَفَاءُ دَرْبُ الْمُخْلِصِينَ جَمِيعِهِمْ
إِنْ غَابَ عَنْكَ فَقُلْ بِذَاكَ مُحْتَائِجِ
فَامْضِ عَلَى دَرْبِ الْمَحَبَّةِ هَادِئًا
فَالْحَقُّ يَنْصُرُ عَاشِقًا وَتَأَجُّجِ
الْوَفَاءُ غَرْسٌ فِي الْحَنَايَا نَابِجِ
يَسْقِيهِ مَاءُ الْحُبِّ دُونَ تَهَادُجِ
هُوَ الْعُهُودُ إِذَا تَسَامَتْ صِدْقَهَا
وَهُوَ الْأَمَانُ إِذَا اسْتَبَاحَتْ تَأَجُّجِ
نَشَأَ الْوَفَاءُ عَلَى الْمَكَارِمِ وَارْتَقَى
فَوْقَ النُّجُومِ كَضِيَاءِ مَرَاهِجِ
وَإِذَا الْخَلَائِقُ ضَلَّتِ الْأَوْطَانَ فِي
دَهْرٍ شَقِيٍّ، ظَلَّ مِثْلَ مَفَارِجِ
الْحُبُّ تَضْحِيَةُ النُّفُوسِ لِأَجْلِ مَنْ
يَهْوَاهُ قَلْبٌ فِي الضِّيَاءِ سَرَائِجِ
وَالْوَفَاءُ شُعْلَةُ عَاشِقٍ لَا تَنْطَفِي
فِي وَجْهِ رِيحٍ أَوْ زَمَانٍ هَائِجِ
إِذَا رَأَيْتَ الْمُحِبَّ بَيْنَ يَدَيْهِ
يُهْدِي السَّعَادَةَ لِلْقُلُوبِ عَلَائِجِ
فَاعْلَمْ بِأَنَّ طَرِيقَهُ قَدْ صَاغَهُ
نُورُ السَّمَاءِ عَلَى الْوِصَالِ مُنَائِجِ
الشَّوْقُ بَحْرٌ لَا تَرَاهُ نِهَايَةٌ
فِيهِ الْحَنِينُ كَنَجْمِ صُبْحٍ بَاهِجِ
تُذْكِي الْقُلُوبَ حَرَائِقًا مَشْبُوبَةً
فِي كُلِّ يَوْمٍ وَالظَّلَامُ سِيَائِجِ
وَالْحَنِينُ عَهْدٌ لَا يَمُوتُ وَإِنْ طَغَى
لَيْلُ الْفِرَاقِ بِغَيْهَبٍ حَجَائِجِ
يَا لَيْتَ دَرْبَ الْعَاشِقِينَ مُيَسَّرًا
كَيْ لَا يَكُونَ الْحُبُّ دَمْعًا رَائِجِ
الْغَيْرَةُ عِطْرُ الْعَاشِقِينَ إِذَا بَدَتْ
نُورًا لَطِيفًا فِي الضِّيَاءِ نَاهِجِ
لَكِنَّهَا نَارٌ إِذَا زَادَتْ لَظًى
تُحْرِقُ النُّفُوسَ بِصَوْتِهَا الثَّجَائِجِ
فَالْعَدْلُ فِيهَا حِكْمَةٌ وَتَوَازُنٌ
يَزْهُو كَمِيزَانٍ بِأُفُقٍ دَائِجِ
فَإِنْ بَقِيتَ عَلَى الْقُلُوبِ مُطَهَّرًا
دَامَ الْهَوَى صِدْقًا وَأَشْرَقَ تَائِجِ
لُقْيَا الْحَبِيبِ بِدَايَةٌ قَدْ أَشْرَقَتْ
فِيهَا الْحُرُوفُ الْمَجْدُ كَأَنَّهَا بَرَائِجِ
هِيَ النَّظِيرَاتُ الَّتِي أَضَاءَتْ حُبَّنَا
وَهِيَ الْمَدَى لَوْ كَانَ بَيْنَ حَجَائِجِ
يَا نَجْمَةَ الْقَلْبِ الَّتِي لَمْ تَنْطَفِي
رَغْمَ اللَّيَالِي وَالدُّهُورِ فُجَائِجِ
أَنْتِ الْجَمَالُ إِذَا تَمَادَى شَوْقُهُ
وَأَنَا الْقَرِيبُ بِرُوحِ حُبٍّ دَاوِجِ
الصَّبْرُ فِي الْحُبِّ اخْتِبَارُ الْعَاشِقِينَ
فِيهِ الْأَمَانُ وَإِنْ بَدَا كَرَتَائِجِ
يَزْدَادُ مَنْ يَهْوَى صُمُودًا إِنْ طَغَى
لَيْلُ الْخُطُوبِ بِصَخْرِهِ الْوَهَّائِجِ
إِنْ مَرَّ عِشْقٌ بِاخْتِبَارِ زَمَانِهِ
فَاقَ الْخُلُودَ بِأُفُقِهِ السَّرَائِجِ
الْحُبُّ يَبْقَى كَالنُّجُومِ بِخَافِقِي
وَالْمُخْلِصُونَ عَلَى الدُّرُوبِ سَائِجِ
الْحُبُّ شَاعِرُ كُلِّ بَيْتٍ خَالِدٍ
هُوَ النَّسِيمُ إِذَا تَسَامَى يَالِجِ
يَجْرِي عَلَى الْأَلْسُنِ كَنَهْرٍ صَافِيٍ
يُرْوِي الْقُلُوبَ إِذَا غَدَا بِإِبَالِجِ
يَا لَيْتَ عِشْقَ الشِّعْرِ يَبْقَى خَالِدًا
بَيْنَ الْقَوَافِي كَالْحُرُوفِ نِضَائِجِ
فَاكْتُبْ هَوَاكَ بِأَجْمَلِ الْكَلِمَاتِ كَيْ
يَبْقَى الْقَصِيدُ نَغِيمَ صُبْحٍ بَارِجِ
الْوَفَاءُ بَعْدَ الْفِرَاقِ مَشَاعِلٌ
يَبْقَى كَعَهْدٍ فِي الدُّرُوبِ نِضَائِجِ
لَا يَنْطَفِئْ رَغْمَ الْجِرَاحِ بِمُهْجَتِي
يَبْقَى كَغَيْمٍ فَوْقَ رُوحِ سَرَائِجِ
يَا لَيْتَ دَرْبَ الْقُرْبِ بَيْنَ أَحِبَّتِي
لَمْ يَكُ حُلْمًا مَرَّ دُونَ مَزَائِجِ
لَكِنَّنِي أَرْجُو اللِّقَاءَ بِأَعْيُنٍ
تُبْدِي الْأَمَانَ بِرَغْمِ بُعْدِ مَعَارِجِ
الْحُبُّ سَيْفٌ لَا يَهَابُ تَحَدِّيًا
فِي كُلِّ جُرْحٍ قَدْ غَدَا كَعَلَائِجِ
هُوَ الْبَقَاءُ إِذَا اشْتَدَّتْ خُطُوبُنَا
وَهُوَ الرَّجَاءُ إِذَا غَدَا بِعَجَائِجِ
إِنْ ضَاقَ دَرْبُ الْعَاشِقِينَ بِصَخْرَةٍ
فَالْحُبُّ كَالسَّيْلِ الْعَنِيفِ يُزَاحِجِ
لَا يَنْحَنِي قَلْبُ الْمُحِبِّ لِعَاصِفٍ
بَلْ يَرْتَقِي فَوْقَ الظَّلَامِ وَرَائِجِ
الْحُبُّ تَضْحِيَةٌ تُرَى فِي نُورِهَا
أَسْمَى الْمَعَانِي بِالْعُهُودِ الْعَائِجِ
يَرْضَى الْحَبِيبُ بِجُرْحِ قَلْبٍ نَازِفٍ
كَيْ يَبْتَسِمَ مَنْ أَحَبَّ وَنَائِجِ
إِنْ سُئِلَ الْعُشَّاقُ عَنْ مَعْنَى الْفِدَا
قَالُوا: حَيَاةٌ لِلْهَوَى بِوَعْدِ نَتَائِجِ
فَالْحُبُّ نُورٌ يَعْتَلِي فِي دَرْبِهِ
صَبْرَ الْقُلُوبِ وَإِنْ أَتَى بِمَعَارِجِ
الْحُبُّ بَلْسَمُ كُلِّ قَلْبٍ مُوجَعٍ
فِيهِ الشِّفَاءُ كَمَنْبَعٍ فَيَّائِجِ
هُوَ السَّكِينَةُ حِينَ يَعْصِفُ حُزْنُنَا
وَهُوَ النَّعِيمُ إِذَا غَفَا بِرَيَاتِجِ
يَا قَلْبَ عَاشِقٍ ذَابَ فِي أَسْرَارِهِ
لَا تَشْتَكِ جُرْحًا أَتَى بِعَلَائِجِ
فَالْحُبُّ دَاؤُكَ وَالدَّوَاءُ بِجَوْفِهِ
يَبْقَى النَّعِيمُ بِأُفُقِهِ الرَّاهِجِ
يَا مَوْطِنَ الْحُبِّ الَّذِي فِي خَاطِرِي
قَدْ كُنْتَ لِلذِّكْرَى وَلِلنُّورِ نَائِجِ
كُلُّ الزَّوَايَا مِنْكَ تَسْكُنُ مُهْجَتِي
فَأَرَاكَ طَيْفًا حِينَ طَالَ رِتَائِجِ
الْمَكَانُ ذِكْرَى الْعَاشِقِينَ بِأَرْضِهِ
يَبْقَى الْخُلُودُ بِعَهْدِهِ رَوَائِجِ
يَا لَيْتَ دَرْبَ الْحُبِّ يَجْمَعُنَا عَلَى
صَخْرِ الثَّبَاتِ، وَيُبْدِي كُلَّ فَارِجِ
الْحُبُّ أَمَلٌ فِي النُّفُوسِ تَأَلَّقَتْ
نُورًا تَرَاهُ فِي الظَّلَامِ السَّائِجِ
يَبْنِي الْعُشَّاقُ غَدًا بِأَيْدٍ طَاهِرَةٍ
تُحْيِي الْحَيَاةَ وَتَزْرَعُ الْمَبَاهِجِ
هُوَ الطُّيُورُ إِذَا تَأَلَّقَتِ السَّمَا
رَفْرَفَتْ فَوْقَ الْأَمَانِي كَالتِّيَاجِ
يَا عَاشِقِينَ الْمُسْتَقْبَلِ لَا تَيْأَسُوا
فَالْحُبُّ جِسْرٌ لِلْحَيَاةِ سَرَائِجِ
الْحُبُّ يَبْقَى خَالِدًا فِي رُوحِهِ
لَا يَنْطَفِئْ، بَلْ فِي الْقُلُوبِ زِجَائِجِ
حَتَّى وَإِنْ مَاتَ الْجُسُومُ فَإِنَّهُ
يَبْقَى كَشَمْسٍ فِي السَّمَاءِ رَادِجِ
يَا قَلْبَ عَاشِقٍ لَا تَخَفْ مِنْ زَوَالِهِ
فَهُوَ الْبَقَاءُ وَإِنْ جَفَا الْأَزْيَاجِ
الْحُبُّ نُورٌ فِي الْقُلُوبِ تَأَجَّجَتْ
يَبْقَى وَيَبْنِي ذِكْرَيَاتِ الْحَائِجِ
663
قصيدة