عدد الابيات : 13
يَا سَيِّدَ الْعَزْمِ، يَا بَحْرَ النَّدَى الْجَزِلِ
وَيَا حَكِيمَ الرُّؤَى فِي نَهْجِكَ الْأَصِيلِ
أَنْتَ الَّذِي قَدْ سَمَا فِي الشَّرْقِ مَفْخَرَةً
تَسْبِي الْقُلُوبَ بِحُسْنِ الْفِعْلِ وَالْعَمَلِ
بَنَاكَ الرَّبُّ بِالْهَيْبِ ذَا حِكْمَةٍ وَمَوْهِبَةٍ
لِتَكُونَ نَجْمَ السَّمَاءِ فِي لَيْلِهَا الْخَضِلِ
قُدْتَ النُّفُوسَ إِلَى الْإِصْلَاحِ مُبْتَهِجًا
بِالْعَزْمِ وَالْحِكْمَةِ السَّامِيَةِ النُّبْلِ
بَذَلْتَ فِي نَهْضَةِ الْأَوْطَانِ مِنْ عَزْمٍ
حَتَّى غَدَتْ فِي الْعُلَا تَسْبِقُ فِي الْأَمَلِ
أَنْتَ الزَّمَانُ إِذَا مَا أَزْهَرَتْ سُبُلٌ
وَفِي ظِلَالِكَ يَحْلُو عَيْشُنَا الْخَضِلِ
وَسِرْتَ بِالشَّعْبِ نَحْوَ الْمَجْدِ فِي عَزَمٍ
كَالسَّيْلِ يَجْرِي، فَيُحْيِي كُلَّ مُقْفِرِ لَيْلِ
قَادَ الْمَسِيرَةَ نَحْوَ الْعِزِّ مُلْتَزِمًا
بِالْعَدْلِ، يَسْمُو بِهِ فِي حُكْمِهِ الْعَدلِ
أَنْتَ الزَّعِيمُ إِذَا مَا حَانَ مَوْقِفُهُ فِي
مَعْرَكَةِ الْفِكْرِ، تَحْتَ السَّيْفِ وَالْخَطَلِ
وَنَصَرْتَ دِينَكَ، فِي حَزْمٍ وَإِبَاءَةٍ
تَحْنُو بِالشَّعْبِ حِينًا، وَتَقْسُو لِلْمُبْطِلِ
بِالْعِلْمِ تُحْيِي رُؤَى الْمُسْتَقْبَلِ السَّنِيِّ
وَفِي يَدَيْكَ تُرَاسِي الشَّرْقِ وَالْبَذْلِ
بَانٍ، وَفِي كُلِّ مَيْدَانٍ لَكَ عَلَمٌ
يَرْفُو جِرَاحَ الْوَطَنْ، بَالِغًا أَمَلِي
أَنْتَ الْمُجَدِّدُ لِلْآفَاقِ فِي هِمَمٍ
لَا تَسْتَكِينُ، وَلَا تَحْنِي لِمُنْفَصِلِ
663
قصيدة