سَارَةُ…
يَا مَنْ سَكَنْتِ الحَشَا
كأنَّكِ النُّورُ فِي صَمْتِ الدُّجَى انطَفَأَ
هَوَيْتُكِ، لَا وَجَاهَةَ فِي الهَوَى
وَلَا مَعِي إلَّا الجِرَاحُ، وَلَا مَعِي إلَّا الأسَى
يَا قَمَرِيَ المَكْسُورَ فِي أحْدَاقِي
يَا وَجَعِي المُمْتَدَّ مِنْ أعْمَاقِي
ضَاعَتْ مَلَامِحُكِ القَدِيمَةُ حِينَ وَدَّعْتِ الزَّمَانْ
وَرَحَلْتِ عَنِّي
وَاسْتَوَى فِي القَلْبِ نَصْلٌ مِنْ هَوَانْ
وَسَكَنَتْ فِي عَيْنَيَّ سُحْبُكِ، ثُمَّ مُتُّ
وَمَاتَ فِي أحْدَاقِيَ الوِجْدَانْ
نَادَيْتُ بِاسْمِكِ…
فَارْتَدَّتْ عَلَى صَدْرِي النِّدَاءَاتُ الحَزِينَةْ
وَضَرَبْتُ بِالأشْوَاقِ أبْوَابَ المَدِينَةْ
فَأجَابَتْنِي جُدْرَانُ الهَجْرِ…
صَمَّاءَ، حَزِينَةْ
لَوْ تَعْلَمِينَ
كَمْ قُلْتُ لِلنَّاسِ: أنَا بِخَيْرْ
لَكِنَّ فِي صَدْرِي رَمَادَ لَهِيبِكِ المُسْتَجِيرْ
ضَحِكْتُ، وَكَانَ وَجْهِي لَوْحَةً
مِنْ كَذِبِ قَهْرٍ مُسْتَطِيرْ
لَا تَعْرِفِينَ، وَلَا تَرَيْنَ،
وَلَا تُحِسِّينَ احْتِضَارِي فِي الضَّمِيرْ
كُلُّ القَصَائِدِ بَعْدَ حُبِّكِ، يَا حَبِيبَةُ
نُفِيَتْ
حَتَّى القَصَائِدُ لَمْ تَعُدْ تَعْرِفُ لُغَتِي
وَلَا كَتَبَتْ
صِرْتُ الحِكَايَةَ فِي الغِيَابِ
بِلَا فُصُولٍ، بِلَا بِدَايَاتٍ
بِلَا نُطُقِ السُّكُوتْ
أنَا مَنْ أمْضَى اللَّيَالِيَ يَرْسِمُ الأحْلَامَ
فِي شَبَحِ السُّكُوتْ
ثُمَّ اسْتَفَاقَ
فَمَا وَجَدْتُكِ
غَيْرَ طَيْفٍ، غَيْرَ مَوْتْ
يَا مَنْ عَلَى رِمْشِكِ سَجَدْتُ بِلَا صَلَاةْ
وَغَفَرْتُ لِلْعُمْرِ السَّقِيمِ خُطَا الخِيَانَاتِ العُتَاةْ
وَوَهَبْتُكِ القَلْبَ المَلِيءَ وَلَمْ أقُلْ
إنَّ الهَوَى يُذْكِي الحَيَاةْ
هَلْ تَسْمَعِينَ؟
صَوْتِي يُغَنِّي بِاسْمِكِ المَحْذُوفِ
مِنْ كُلِّ الأَبْيَاتْ
لَكِنَّهُ مَحْفُورٌ
فِي نَبْضِ الجِرَاحَاتِ اليَتِيمَاتْ
فَوَدَاعاً يَا مَنِ ارْتَجَفَتْ لَهَا
أوْرِدَةُ الرُّوحِ العَطْشَى
وَوَدَاعاً يَا لَيْلَى لَمْ تُثْمِرْ
نِدَاءَاتُهَا
يَا مَنْ قَتَلْتِ فَرَاشَةً
قَدْ جَاءَتْ إلَيْكِ لِتَكْتَمِلْ
لَكِنَّهَا احْتَرَقَتْ،
وَمَا ذَنْبُ الجَنَاحِ إذَا اشْتَعَلْ؟
941
قصيدة