وعدي لك
أيها الطاغية، الشريرُ، القاسي، الظالمْ،
أنت تُمعنُ في حرماني
من قوتي، من شرابي، من دوائي،
من كل ما يلزمُني لأحيا حياةً كريمةً،
تليقُ بمن أحبك، وأطاعك، ووثق بكْ.
تستمرّ في قتلي
ببطءٍ شديدٍ، وبألمٍ كبيرْ،
ولم يبقَ لي من أملٍ سوى الموت،
لينهي عذابي
الذي يُشعِرك بالمتعةِ، وبالعظمةِ الوهميةِ.
سأجعلُ من موتي،
لكي هرب من ظلمك، من قسوتك،
من حرمانك القاتلْ،
وصمةَ عارٍ على جبينك المتغطرس،
تلاحق ذكراك عبرَ التاريخ،
لتكون مثل ظلّك،
الذي يكشف حقيقتك الشريرة،
ويجعل كلُّ من يذكركْ يعلم
أنّ رحمتك كذبةٌ،
وليست سوى قسوةٍ شديدةٍ جدًا جدًا،
وأنّ كرمك تمنحه فقط
لمن هم مثك من الأشرار الطغاة،
تعطيهم أكثر فأكثر،
بلا حدّ، لكرمك معهم.
أما نحن،
من أحببناك، وثقنا بك،
وسلّمنا أمرنا لك،
فنحنُ المحرومونَ دومًا،
وعدلكَ المزعوم لنا،
لا يشملنا،
فهو عدلٌ للظالمين فقط،
وظلمٌ لنا نحن الأبرياء،
الذين عانوا وصبروا وتحمّلوا،
وعاشوا في عذابٍ لا ينتهي.
لأنك أنت لست سوى
طاغيةٌ شرير متغطرس،
تستمتعُ بتعذيبنا، بآلامنا،
وتُقيمُ الاحتفالاتِ
بسعادة غامرة
حين ينتصر شرّك العظيم.
لكن تذكّرْ،
ولا تنسى،
حين أقف أمامك،
ستتذكّر حقيقتك الشريرة المتغطرسة الظالمة للغاية،
ستتذكّر ذنوبك الكثيرة جدًا جدًا معي،
وستضع رأسك الشرير المتغطرس بالأرض،
رغم أن شرك قد انتصر،
حين دفعتني للموت،
هربًا من الجوع والمرض،
بفضلِ حرمانك المستبد.