هل عندكَ شك؟
أن الحبَّ في عروقي
نهرٌ ليس له مصب
وأن نبضي
يكتبك ألف مرّةٍ
على شريان القلب؟
هل عندك شك؟
أنني أتنفس عشقاً
وأُطلق مع الريحِ
أسرارَ الغزل؟
أنني أسكنُ بين حنايا الكون
وأبني في صدري
عرشاً للحبِّ الأزل؟
هل عندك شكٌ
يا سيد الحُلم؟
أن الحبَّ ليس ظلاً يتكئُ على الحزن؟
بل هو شمسٌ
تسجدُ لها ظلمات العالمين
وحياةٌ تُحيي
حتى الموتى العابثين
يا نزارُ
لقد رأيتُ الحبَّ عينيه
دون أن أغمض
وشعرتُ بالهوى
في كلماتي
قبل أن أنطق
كيف تسألني عن شكٍ
وأنا الذي زرعته في القلبِ يقيناً
وأعطيته جناحي
وأطلقته إلى اللانهاية طيراً طليقاً؟
أنني لو صافحتُ الليلَ
لأضاء بنور عشقي
ولو نظرتُ إلى الصخرِ
لذاب تحت حرارة شوقي؟
يا سيد القوافي
الحبُّ عندي لا يُقال
لا يُسأل
لا يُحتمل
الحبُّ عندي قدرٌ
أكبر من حدود الخيال
هل عندك شكٌ أنني أعشقك؟
أن كل كلمةٍ منك
تُزهرُ في قلبي قصيدةً جديدة
وأن كل همسةٍ منكِ
تحوِّلُ الحزنَ إلى أعظم سيمفونية؟
لكنِّي أقولُ
لا شكَّ في الحب
بل هو الذي يُزيلُ الشكَّ من الأرض
يا نزار
لقد ارتقيتَ على قوافيك
لكنني هنا
أُخبرك أن الحبَّ عندي
ليس قصيدةً تُلقى بين الورق
بل هو انفجارٌ
يُدمّرُ كلَّ ما قبلَهُ
ويصوغُ عالماً جديداً.
أنني حين أُحبُّ
تتفتَّح السماء؟
أنني أُعانق اللهبَ
وأحوله إلى ربيعٍ دائم البهاء؟
يا سيد الشعراء
دعْ قصيدتك تنام
فالحبُّ الذي أعيشه
هو ما يجعلُ الشعرَ يقومُ من بين الأموات.
أُحبُّكَ كما يُحبُّ الأفقُ شروقَ الشمس
وكما يُحبُّ الموجُ ثورةَ البحر
وكما يُحبُّ الزهرُ أن يُراقصَ الريح.
أُحبُّكَ حباً
لا يُكتب
لا يُنطق
بل يُفجِّرُ الكونَ
ويعيدُ تشكيله من جديد.
إن عدتَ من قبرك
فاجمع قوافيك
واجعلها تصرخُ أمام ردي
لأنني اليوم أعلنتُ انتصاري
وأعطيتُ للحبِّ معنىً
لا يمكن أن تُدركه إلا الآلهة.
946
قصيدة