عدد الابيات : 29
يَا دِيَارَ الْحُبِّ، يَا نَبْضَ السَّمَاءِ
فِيكِ رَاحَ الْقَلْبُ يَحْيَا وَيُسَامِعُ
فِيكِ عِطْرُ الْمَجْدِ يَفُوحُ لِخُطَى
أَجْيَالِنَا، وَالْعِزُّ نُورٌ وَشَارِعُ
نَحْنُ فِيكِ نَرْفَعُ الْهَامَ فَخْرًا
فَالْوِصَالُ لِرُبُوعِكِ نَهْرٌ وَقَاطِعُ
كُلُّ رُكْنٍ فِي حِمَاكِ فِيهِ رُوحٌ
تَشْهَدُ الْآثَارَ، وَالْخُلْدُ جَامِعُ
يَا بِلَادِي، حُبُّنَا فِيكِ انْتِمَاءٌ
كُلَّمَا ضَاقَتْ بِنَا سُبُلٌ شَوَاسِعُ
نَحْنُ فِيكِ الْأَرْضُ وَالنَّجْمُ الَّذِي
يَهْدِي الطُّرُقَاتِ، وَالنُّورُ سَاطِعُ
لَا أُبَدِّلُ غَيْرَكِ أَرْضًا وَلَوْ زُلْزِلَتْ
قَدْ نَزَلَتْ أَفْلَاكُهَا وَهْيَ قَاطِعُ
كُلُّ حُلْمٍ فِي دِمَاكِ مُرَفْرِفٌ
يَا دِيَارَ الْخَيْرِ، يَا صَبْرَ الْمُدَافِعِ
فِي جَبِينِكِ قِصَّةُ الْمَجْدِ الَّتِي
لَا تُنْسَى، وَاللَّيْلُ بِالْبَدْرِ طَالِعُ
كَيْفَ أَنْسَى دُرَّةَ الْأَوْطَانِ وَهْيَ
فِي يَدَيْهَا الْخَيْرُ، وَالْمَجْدُ تَابِعُ
إِنَّنِي مِنْ رَوْحِكِ أَسْتَنْشِقُ عِزًّا
فَيَكْفِي الْقَلْبَ وَالْعِشْقُ نَافِعُ
يَا بِلَادِي، كَمْ عَلَى حُبِّكِ نَكْبُرُ
فِيكِ زَرَعْنَا الْحُلْمَ، وَالْخَيْرُ زَارِعُ
كُلُّ جِيلٍ بَعْدَ جِيلٍ قَدْ مَشَى
فِي دُرُوبِكِ، وَالْوَفَاءُ المَرَاتِعُ
لَا تَغِيبِي، يَا نُجُومَ الْحُلْمِ فِينَا
نَحْنُ عُشَّاقٌ، وَفِيكِ التَّمَائِعُ
إِنَّ فِيكِ الْأَهْلَ وَالْأَحْبَابَ طِيبٌ
يَلْمَعُ الْبَدْرُ فِيهِمُ، وَهُوَ لَامِعُ
كُلَّمَا نَادَيْتِنَا نَجْرِي إِلَيْكِ
وَالْوَفَاءُ مِنْ أَمَانِيكِ القَاطِعُ
يَا دِيَارَ الْحُبِّ، يَا مَرْجَ الطُّفُولَةِ
كُلُّ مَا فِيكِ مِنْ أَمَلٍ طَالِعُ
عَزَّ فِيكِ الْخُلْدُ وَالرُّوحُ الْجَمِيلَةُ
أَنْتِ دَرْبُ الْمَجْدِ، وَالْكَفُّ مَانِعُ
يَا رِحَابَ الْعِزِّ، فِيكِ الطِّيبُ بَاقٍ
وَالْمَحَبَّةُ فِي دُرُوبِكِ تَتَرَاصَعُ
قَدْ نَضَتْ فِيكِ الْأَعَاصِيرُ أَمَانًا
وَأَضَأْنَا فِي سَمَاكِ كُلَّ سَاطِعُ
أَنْتِ أُمُّ الدَّهْرِ، فِيكِ النُّورُ يَجْرِي
وَالْفِدَاءُ لِرُبَاكِ فِينَا الدَافِعُ
يَا بِلَادِي، كَيْفَ أَهْوَى غَيْرَكِ
وَأَنَا فِي حُبِّكِ الْمِصْبَاحُ رَافِعُ
كُلَّمَا قُلْنَا سَلَامًا، زَهَرَتْ
أَرْضُكِ بِالْخَيْرِ، وَالْعَدْلُ مَانِعُ
يَا بِلَادِي، كُلُّ دَرْبٍ مِنْكِ نُورٌ
كُلُّ أَرْضٍ فِيكِ لِلْعِزِّ جَامِعُ
نَحْنُ فِيكِ طَيْرُ الْأَحْلَامِ الَّذِي
فِي جَنَاحَيْهِ الْوِئَامُ مَرَابِعُ
كُلُّ أُفُقٍ فِي رُبَاكِ زَاهِرٌ
وَالْمَحَبَّةُ فِيكِ نَبْعٌ وَسَاجِعُ
يَا دِيَارَ الْمَجْدِ، أَنْتِ الْكُلُّ فِينَا
وَبِحُبِّكِ الْقُلُوبُ تَتَوَاضَعُ
يَا بِلَادِي، مَا غَلَاكِ فِي الْقُلُوبِ
إِلَّا ذُخْرٌ لِلْعُمْرِ وَهُوَ طَائِعُ
لَنْ نَنْسَى عَهْدَنَا فِيكِ، وَلَا
نَرْغَبُ عَنْكِ مَا دَامَ الْبَدْرُ يَلْمَعُ
951
قصيدة