عدد الابيات : 20
إِذَا مَا مَشَتْ زَلَّتِ الْأَرْضُ مِنْ
حَيَاءٍ، وَخَرَّتْ عَلَى قَدَمِ
تُقَاسُ اللَّيَالِي بِهَا إِنْ أَتَتْ
وَيُكْتَبُ فِي ضَوْئِهَا الْقَلَمِ
كَأَنَّ الْجَمَالَ تَعَلَّمَهَا
فَعَادَ يَسِيرُ عَلَى نَغَمِ
رَقِيقَةُ طَرْفٍ، بِهَا يُرْتَجَى
سَلَامُ الْمَدَى لِلَظَى السَّقَمِ
وَفِي وَجْنَتَيْهَا وُعُودُ الرَّبِيعِ
وَهَمْسُ الْخُزَامَى، وَنَدَى الْقُدُمِ
عَذَارَى الْهَوَى إِنْ رَأَيْنَ السَّنَا
بِهَا، خَرَّ سِرُّهُمُ الْمُعْتِمِ
وَتَبْكِي الْوُرُودُ إِذَا مَا جَفَتْ
حَدِيثَ النَّسِيمِ بِلَا تَرَحُّمِ
لَهَا مِنْ دُعَاءِ الْخُلُودِ ارْتَقَى
بِهِ الصِّدْقُ عَنْ فَحْمَةِ الْغَنَمِ
تُؤْنِسُ بِالْحُبِّ كُلَّ الَّذِي
تَقَطَّعَ فِي عُزْلَةِ النَّدَمِ
وَتَحْمِلُ حُزْنَ الْيَتِيمِ، وَإِنْ
كَتَمَتِ الْجَوَى بَيْنَ مُحْتَدِمِ
إِذَا قُلْتُ: هَذِي مَلَاكُ الْمَدَى
فَإِنَّ السَّمَاءَ لَهَا تَتَّسِمِ
وَتُذْعِنُ فِينَا الْفِرَاسَةُ إِذْ
رَأَيْنَا بِهَا سِرَّ مُسْتَتِمِ
مَتَى مَا تَنَفَّسْتِ الطُّهْرَ فِي
مَسَاءِ الْقُلُوبِ، غَفَا الْأَلَمِ
وَتَبْقَى، كَأَنَّ الطُّفُوفَ بِهَا
تَحَجَّبَ فِي صَوْتِهَا الْمُنَظَّمِ
تُبَارِكُهَا الْأَرْضُ إِنْ وَطِئَتْ
وَتَمْنَحُهَا الْحُسْنَ فِي الْحُرُمِ
إِذَا مَا تَكَلَّمْتَ عَنْ مِثْلِهَا
صَمَتَّ الْبَيَانَ، وَذَلَّ الْفَمِ
تَحِنُّ إِلَى كُلِّ مَنْ ضَاعَ فِي
خُطَى الْحُبِّ، أَوْ بَاتَ فِي أَسَمِ
تُعِيدُ الَّذِي قَدْ تَنَاسَاهُ حُسْنٌ
وَتَكْشِفُ لِلْغَيْبِ مَا يَنْحَزِمِ
تَسِيرُ عَلَى عِطْرِهَا الْأُمْنِيَاتُ
وَيَصْحُو بِهَا الزَّمَنُ النَّائِمِ
وَإِنْ جَاءَ صُبْحٌ بِلَا وَجْهِهَا
أَغَارَ الضِّيَاءُ مِنَ الْعَدَمِ
1275
قصيدة