الديوان » القس جوزيف إيليا » انتظرْ عصري

عدد الابيات : 17

طباعة

ومِنْ سفني فرّت نفورًا شواطئُ

ولا ابتسمتْ ليْ في ابتهاجٍ لآلئُ

فأمسيتُ سكرانًا تشوّشَ خطوُهُ

بهِ مَنْ يراهُ مستهينٌ وهازئُ

لماذا نسوري لا تجوبُ فضاءَها

ودربي إلى عشِّ العصافيرِ خاطئُ؟

وكيف غزانيْ اللّغزُ أعمى بصيرتي

وزادت بجغرافيا حياتيْ المساوئُ؟

وراحَ شتائي ليْ يجمّدُ أضلعًا

وثلجٌ يغطّيني وتبلى مدافئُ

أنا مَنْ بلادًا كنتُ يُطرَقُ بابُها

وها اليومَ إنّي عند غيريَ لاجئُ

أنامُ سريري لا يطيقُ تذمّري

وخنجرُ أملاحٍ لجرحيَ ناكئُ

أُعيدُ تواريخي أقلّبُ سِفْرَها

وأبكي على يومي أنا فيهِ ظامئُ

حزينًا إلى كهفٍ أقادُ مكبَّلًا

ودهري حكاياتي وسَيْري يناوئُ

أما كنتُ بحرًا هاجَ يومًا مُلاطِمًا

فأدمى وما هدّتْهُ هدًّا طوارئُ؟

وكنتُ على السّيافِ سيفًا أخافَهُ

وعشتُ لمن آتى جديدًا أكافئُ؟

لمَ اليومَ أشجاري تُقَصُّ غصونُها

ويصعقُني رعدٌ وموتٌ مفاجئُ؟

وتبلعُني الفوضى وتنهارُ أسقفي

ولا شيءَ في سمعي رقيقٌ وهادئُ؟

لكمْ أصبحتْ أرضي تزلزلُ ذاتَها

وكم ليْ تغطّتْ بالوحولِ مبادئُ

كفى مِخلبُ التِّنّينِ ينهشُ بسمتي

وهيّا انتظرْ عصريْ فإنّيَ بادئُ

سأكتبُ تاريخًا يُصدَّقُ قولُهُ

لهُ شاردٌ يصغي ويفهمُ قارئُ

١٥ / ٥ / ٢٠٢٥

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القس جوزيف إيليا

القس جوزيف إيليا

106

قصيدة

شاعر سوري يكتب الشعر العمودي والتفعيلة

المزيد عن القس جوزيف إيليا

أضف شرح او معلومة