عدد الابيات : 52

طباعة

أَبْنَاءَ غَدْرٍ، أَتَى التَّارِيخُ يَفْضَحُكُمْ

كَمَا تُعَرَّى عُيُوبُ اللَّيْلِ إِنْ سَفَرُوا

يَا شَرَّ قَوْمٍ، عَلَى الْأَحْقَادِ قَدْ نُصِرُوا

وَفِي الضَّلَالِ غَدَتْ آيَاتُهُمْ سُوَرُ

مَنْ ذَا يَبِيعُ ضَمِيرَ الْحَقِّ عَنْ دُنًى؟

كَأَنَّمَا الدِّينُ عِنْدَ الْغَيِّ مُبَذَّرُ

بَاعُوا الْكَرَامَةَ لِلْأَهْوَاءِ وَارْتَكَسُوا

فِي وَحْلِ بُغْضٍ بِهِ التَّارِيخُ يَعْتَذِرُ

قَدْ بَدَّلُوا مَنْهَجَ الْمُخْتَارِ وَقَصْرُوا

كَأَنَّمَا شَرْعُ أَحْمَدَ عِنْدَهُمْ هَدَرُ

يَتَطَاوَلُونَ عَلَى الْأَبْرَارِ مُعْتَقِدًا

أَنَّ الزَّمَانَ بِمَا يَبْغُونَ يَنْحَصِرُ

وَآلُ بَيْتِ النَّبِيِّ الطُّهْرُ تَاجُ هُدَى

لَكِنَّ كَذْبَكُمُ فِي حُبِّهِمْ خَطَرُ

مَا آلُ بَيْتِ النَّبِيِّ شُبِّهُوا بِكُمُ

وَلَا اسْتَوَى الْمَجْدُ وَالْمَأْفُونُ إِنْ كَفَرُوا

نَصَبُوا الْعَدَاءَ لِأَهْلِ الدِّينِ وَاتَّخَذُوا

مِنَ الْكَذِبِ دِينًا، وَمِنْ أَحْقَادِهِمْ وِزْرُ

تَارِيخُكُمْ لَوْ نَطَقْ بِالصِّدْقِ لَانْكَشَفَتْ

خَفَايَا الْمَكْرِ، وَاللُّؤْمِ الَّذِي سُتِرُوا

إِنَّ الرَّوَافِضَ لِلْإِسْلَامِ عَارُ هَوًى

يَزْدَادُ فِيهِمْ مَعَ الْأَيَّامِ مُسْتَعِرُ

قَوْمٌ غَدَتْ بِدَعُ الْأَهْوَاءِ دَيْدَنَهُمْ

وَفِي افْتِرَاءِ الْهَوَى أَسْفَارُهُمْ عُمَرُ

يَلْعَنُونَ خَيْرَ الصِّحَابِ الطُّهْرِ مَا بَرِحُوا

كَأَنَّ فِي حِقْدِهِمْ لِلنَّارِ مُسْتَعِرُ

بُغْضُ الصَّحَابَةِ فِي أَهْوَائِكُمْ مَرَضٌ

قَدْ فَاقَ فِيهِ الَّذِي فِي الْقَلْبِ يَسْتَتِرُ

حِقْدٌ عَلَى الْفَارُوقِ الصِّدِّيقِ يُلْهِبُكُمْ

وَحِقْدُكُمْ لِابْنِ عَفَّانَ الَّذِي نَصَرُوا

وَحِقْدُكُمْ لِلصِّحَابِ الْغُرِّ كُلِّهِمُ

مُمْتَدُّ غَدْرٍ بِهِ التَّارِيخُ قَدْ زَخَرُوا

آلُ النَّبِيِّ أَمَانٌ لِلْوَرَى شَرَفًا

لَكِنْ بِسَيْفِكُمُ، مَا كَانَ يُنْتَصَرُ

سَارُوا بِحُبِّ الْحُسَيْنِ كَذِبًا وَمَا عَرَفُوا

أَنَّ الدُّمُوعَ إِذَا خَانَتْ بِهَا الْمَكْرُ

كَمْ خَادَعُوا، كَمْ أَرَاقُوا مِنْ دِمَاءِ هُدًى

وَكَمْ أَضَاءُوا ظَلَامَ الْكُفْرِ وَاشْتَهَرُوا

فِي كَرْبَلَاءَ ادَّعُوا حُبَّ الْحُسَيْنِ وَلَمْ

يَرْعَوْا لَهُ حُرْمَةً، وَالدَّمْعُ يَنْهَمِرُ

هَذِي دُمُوعُ خَدِيعَةٍ زَيَّنَتْ كَذِبًا

وَذَاكَ قَلْبٌ بِهِ لِلنَّارِ مُسْتَعِرُ

إِنْ تُشْعِلُوا الْفِتْنَةَ السَّوْدَاءَ ثَانِيَةً

فَنَارُهَا فِيكُمُ وَالْعَارُ مُسْتَقِرُ

يَا أُمَّةَ الْكَيْدِ، إِنَّ الْغَدْرَ سِمَتُكُمْ

مَا كَانَ دِينُ النَّبِيِّ الْحَقِّ يُعْتَصَرُ

قَوْمٌ إِذَا ذَكَرُوا الْأَبْرَارَ شَقَّ لَهُمْ

صَدْرُ الْغِيَابَةِ، إِذْ بِالْحِقْدِ يَفْتَخِرُوا

بِئْسَ الرَّوَافِضُ أَهْلَ الْغَدْرِ مَا نَقَضُوا

إِلَّا عُهُودًا بِهَا الْأَرْجَاسُ قَدْ ظَفِرُوا

يُبْدُونَ حُبَّ النَّبِيِّ زَيْفًا وَمَا سَكَنُوا

إِلَّا إِلَى كُلِّ رِجْسٍ دُونَهُ الْوَطَرُ

وَالْمَجُوسُ أَذْنَابُ كِسْرَى مَا اسْتَقَامَ لَهُمْ

دِينٌ، وَلَا كَانَ فِي أَنْفَاسِهِمْ طُهْرُ

عَادُوا الصَّحَابَةَ، وَهُمْ لِلدِّينِ حُرَّاسُهُ

وَمِنْهُمُ نَزَلَتْ آيَاتُهُ الْغُرَرُ

أَيَّامَ بَدْرٍ، وَأُحُدٍ، كَمْ لَهُمْ أَثْرٌ

نُضِيءُ فِيهِ سَمَاءَ الْمَجْدِ وَالْقَدْرُ

لَكِنَّ شِيعَتَكُمْ بِالنَّارِ قَدْ رُزِئَتْ

نُفُوسُهُمْ ظُلُمَاتٌ قَلْبُهَا قَذِرُ

يَرْمُونَ أُمَّ النَّبِيِّ بِالْكُفْرِ مَا خَشَعَتْ

أَلْسُنُهُمْ، وَغَدَتْ لِلزُّورِ تُسْتَتَرُ

وَكُلُّ قَوْلٍ لَهُمْ حِقْدٌ إِذَا ذُكِرُوا

وَفِي الضَّغَائِنِ تَارِيخُهُمْ نَكِرُ

أَأَنْتُمُ أَهْلُ دِينٍ؟ لَا وَرَبِّكُمُ

بَلْ أَنْتُمُ فِتْنَةٌ أَضْحَتْ بِهَا الْعِبَرُ

لَوْ أَنَّ فِي الْأَرْضِ إِنْصَافًا لَحُوسِبَ مَنْ

عَادَى الصِّحَابَ، وَمَنْ بِالزُّورِ قَدْ فَجَرُوا

لَكِنْ سُيُوفُ الْهُدَى تَأْتِي لِتُزْهِقَهُمْ

وَيُخْرَسَ الْبَاطِلُ الْمُسْتَعْلِنَ الْكَفَرُ

هَذَا الْحُسَيْنُ عَظِيمٌ، كَيْفَ تَخْدَعُنَا

دُمُوعُكُمْ؟ وَالْوَلَاءُ الزَّائِفُ الْخَطَرُ

لَوْ أَنَّ فِيكُمْ وَفَاءً مَا طَعَنْتُمُوهُ

وَلَا قَتَلْتُمْ بِأَيْدِي الْغَدْرِ مَنْ ظَهَرُوا

فَالشِّيعَةُ الْغَدْرُ دَيْدَنُهُمْ وَمَا اتَّعَظُوا

إِلَّا بِسَمٍّ بِهِ الْآثَامُ تَسْتَعِرُ

وَأُمَّةُ الْفُرْسِ قَدْ عَادَتْ لَنَا غَدْرًا

تَارِيخُهَا خِنْجَرٌ بِالسَّمِّ يَنْكَسِرُ

فَلَا يُغَرَّنْكَ زَيْفُ الْقَوْلِ مِنْ، سَفَهٍ

تُزْرِي الْعُقُولُ بِهِمْ وَالدَّهْرُ مُحْتَقِرُ

أَمَّا الْمَجُوسُ، فَشَأْنُ الْكُفْرِ دَيْدَنُهُمْ

مَا طَابَ قَلْبٌ لَهُمْ إِلَّا إِذَا كَفَرُوا

يَا أَهْلَ بَابِلَ، مَا لِلنَّارِ تَنْصُرُكُمْ؟

أَمَا لَكُمْ غَيْرُ أَقْدَارِ الْهَوَى عُذْرُ؟

تُعَادُونَ خَيْرَ الْأَنَامِ الطُّهْرَ مَعْشَرَهُ

وَفِيكُمُ لِلضَّلَالِ الْحِقْدُ وَالشَّرَرُ

مَا أَنْتُمُ غَيْرُ أَذْنَابٍ عَلَى خُطَرٍ

كَالرِّيحِ إِنْ هَبَّ يَوْمًا زَالَ مَنْ عَثَرُوا

يَا أُمَّةَ الْغَدْرِ، كَمْ حَاوَلْتُمْ عَبَثًا

لَكِنَّ دِينَ الْهُدَى بَاقٍ وَلَا يُؤْثَرُ

اللهُ يَخْذُلُ مَنْ خَانُوا رِسَالَتَهُ

وَمَنْ بِأَلْسِنِهِمُ غِلٌّ قَدِ اسْتَعَرُوا

آلُ النَّبِيِّ عَلَى الْأَزْمَانِ مُرْتَفِعٌ

وَسَادَةُ الدِّينِ فِي أَرْجَائِهِ سَمَرُ

وَالصَّحْبُ أَزْهَارُ هَذَا الدِّينِ أَنْبَتَهُمْ

نُورٌ يُضِيءُ بِهِ الْأَرْوَاحُ وَالْفِكْرُ

لَكِنَّ حِقْدَكُمُ أَعْمَى بَصِيرَتَكُمْ

فَلَا رَجَاءَ لِقَلْبٍ كُلُّهُ حَجَرُ!

هَذِي جَحَافِلُنَا، وَالتَّوْحِيدُ قَائِدُهَا

وَفِي لِوَائِهِمُ الْحَقُّ الَّذِي يَنْتَصَرُ

مَنْ رَامَ ذَمَّ الصِّحَابِ الطُّهْرَ فَاقْرَأُوا

عَلَى عَقِيدَتِهِ التَّحْرِيفَ وَالْعِوَرُ

وَيْلٌ لَهُمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ يَنْتَظِرُ

سُوءَ الْمَصِيرِ إِذَا قَامَتْ لَهُمْ سَقَرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

1019

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة