عدد الابيات : 18
يَا لَيْلُ، قُلْ لِي: أَيْنَ صَوْتُ الصَّدَى؟
أَيْنَ الْحَكَايَا؟ أَيْنَ حُلْمُ الْهَنَا؟
هَذَا الْفِرَاقُ، كَأَنَّهُ نَايُنَا
يَبْكِي وَيَرْوِي وَجْدَهُ فِي الدُّجَى
قُلْ لِي، إِذَا غَابَتْ وُجُوهُ الْهَوَى
هَلْ تَنْسُجُ الذِّكْرَى شُعَاعَ اللِّقَا؟
يَا قَلْبُ، لَا تَحْزَنْ إِذَا مَا بَكَتْ
عَيْنٌ كَثِيرًا، فَالدُّمُوعُ شَذَى
فِي كُلِّ دَمْعٍ يَنْبُتُ الْوَرْدُ إِنْ
كُنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ شَوْقَ الرَّجَا
وَالْحُبُّ أُغْنِيَةٌ إِذَا مَا رَنَتْ
تَفْتَحُ فِي الصَّحْرَاءِ زَهْرَ الرُّبَا
لَا تُطْفِئِ النَّجْمَ الَّذِي فِي السَّمَا
حَتَّى وَإِنْ جَارَ الزَّمَانُ وَعَتَا
إِنَّ اللِّقَاءَ قَرِيبُ قَلْبٍ إِذَا
نَبَضَ الْأَنِينُ شَوْقًا إِلَى مَا سَعَى
غَنِّ الْحَيَاةَ، وَدَعْ وُجُوهَ الْأَسَى
فَالْحُزْنُ يَرْحَلُ حِينَ نَبْنِي الْفَضَا
يَا عَاشِقَ الْأَحْلَامِ، قُلْ لِي مَتَى
تَسْقِينِي كَأْسَ الْوُدِّ قَبْلَ الصِّبَا؟
فِي الْحُبِّ أَفْرَاحٌ، وَفِيهِ شَجَى
لَكِنَّهُ قَلْبُ الْوُجُودِ النَّدَى
يَا نَبْضَ هَذَا الْعُمْرِ، لَا تَكْتُمِ
صَوْتَ الْمُنَى إِنْ لَامَكَ مَنْ قَدْ خَفَا
دَعْ لِلْهَوَى فِي الْقَلْبِ بَيْتًا يَرَى
نُورَ السَّلَامِ حِينَ يَنْسَى الْجَفَا
الْحُبُّ أُغْنِيَةُ الْحَيَاةِ، فَلَا
تَتْرُكْ سِنِينَ الْبُعْدِ تَقْتُلْ صَدَا
لَا الْحُبُّ يَفْنَى إِنْ غَفَتْ عَيْنُهُ
وَلَا الْحَنِينُ يُبِيدُ صَرْحَ الْهَوَى
يَا لَيْلُ، كَمْ مِنْ عَاشِقٍ أَغْرَقَتْ
نَجْوَاهُ شَمْسًا فِي غَيَاهِبِ الدُّنَا
وَإِذَا اشْتَكَى اللَّيْلُ اشْتَكَى عَاشِقٌ
فِي قَلْبِهِ جَمْرَةُ الْفِرَاقِ احْتَمَى
يَا عَاشِقَ الْأَنْغَامِ، قُلْ لِي إِذَا
صَافَحْتَ صَوْتَ الشَّوْقِ، هَلْ تَكْتَفَى؟
1280
قصيدة