عدد الابيات : 18
يَا سَارَةَ الْفَيْحَاءِ نُورُ الْمَشْعَلِ
ضَيْغَمَةٌ تَزْهُو بِدُرٍّ أَسْفَلِ
يَا مَنْ نَسَجْتِ الْحُسْنَ أَطْيَافَ السَّنَا
وَتَرَفَّعَتْ عَنْ كُلِّ دُونٍ مُقْتَلِ
قَدْ جَاءَ وَجْهُكِ كَالصَّبَاحِ مُبَرْقِعًا
وَالشَّمْسُ تَحْسُدُ خَدَّكِ الْمُتَهَلِّلِ
أَعْطَاكِ رَبِّي مِنْ مَعَانِيهِ الضِّيَا
فَسَحَرْتِ قَلْبِي بِالْبَهَاءِ الْمُكْمَلِ
لَوْ كَانَ يَدْرِي الشِّعْرُ كَيْفَ سَنَاؤُهُ
أَلْقَاكِ تَجْلُسُ فِي مَقَامِ الْمُنْزَلِ
أَنْتِ الَّتِي بِكِ مُهْجَتِي تَتَوَقَّدُ
كَمْ قَدْ حَنَنْتُ لِرُؤْيَةِ الْمُتَجَمِّلِ
وَكَمِ احْتَرَقْتُ بِنَارِ حُبٍّ مُتَّقِدٍ
لَا يُطْفِئُ الشَّوْقَ الْوَفَاءُ الْمُبْذَلِ
أَعْلَنْتُ فِيكِ الْعِشْقَ دُونَ تَوَرُّعٍ
وَرَمَيْتُ كُلَّ تَحَفُّظٍ وَتَخَمُّلِ
إِنْ كُنْتِ سَيْفَ الْعِزِّ فَيْضُ حَنَانِكِ
بَحْرٌ تَمَوَّجَ بِالْجَلَالِ الْمُنْزَلِ
أَشْرَقْتِ فِي دُنْيَايَ نُورًا مُنْبَهِرًا
وَتَفَتَّحَ الدُّنْيَا بِكِ الْأَمَلُ الْجَلِي
يَا مَنْ رَأَيْتُ الْعَيْشَ طَيِّبَ مَجْلِسٍ
فِي ظِلِّ لُطْفِكِ مَنْهَلَ الْمُتَهَلِّلِ
إِنْ كُنْتِ نُورَ الْعَيْنِ فَأَنَا فَتًى
مِنْ بَيْنِ أَضْلُعِهِ هَوَاكِ تَمَلْمَلِ
فَاسْمَعِي صَوْتَ الْمُحِبِّ مُسَائِلًا
هَلْ لِيَ فِي وَصْلٍ أَمِ الدَّهْرُ مُغْتَلِي؟
إِنْ كُنْتِ بِالْبَرْقِ السَّنِيِّ تَمَرُّحِي
فَأَنَا الَّذِي بِلَهِيبِ وُدِّكِ أُشْعَلِ
لَا تُبْعِدِي عَنِّي فَإِنِّي هَائِمٌ
مِنْ كُلِّ صُبْحٍ فِيكِ أَحْلَى مَنْزِلِ
إِنْ كَانَ قَدْرِي فِي هَوَاكِ تَنَكُّرًا
فَبِحُبِّكِ الْقَدَرُ الْجَمِيلُ تَجَمَّلِ
يَا مَنْ بَدَتْ فِي الْأُفُقِ أَحْلَى بَدْرَةٍ
أَعْطَتْ جَمَالَ الدُّنْيَا وَطُهْرَ الْمُرْسَلِ
إِنْ لَمْ أَنَلْ فِي حُبِّكِ الْمَرْضَى فَمَا
أَحْلَى الْمَمَاتَ بِرَحْمَةِ الْمُتَوَسِّلِ
1280
قصيدة