عدد الابيات : 21
بُعْدُ الْأَحِبَّةِ جِرَاحٌ فِي فُؤَادِي
تَنْثُرُ الْآسَى، وَتَخْبُو مَنَاهِرًا
عَلَى أَطْلَالِ الذِّكْرَى يَسْرِي شَوْقِي
كَالنَّهَارِ حِينَ يَسْطَعُ بَهْرًا
وَفِي لَيْلِ الْفِرَاقِ تَنْبُضُ دَمْعَاتِي
كَأَنَّهَا سِحْرٌ مِنْ حُبٍّ انْتَثَرَا
لَعَلَّ فِي الصَّمْتِ يَكْمُنُ الْوَجْدُ
وَفِي عُيُونِ الْبُعْدِ أَمَلٌ يُبْكَرَا
تَهْمِي رُوحِي فِي بَيْدَاءِ الْحُزْنِ
كَأَنَّهَا رِيحٌ تَهُبُّ عَلَى مُسْتَثِرَا
بَيْنَ جُدْرَانِ الْأَطْلَالِ تَسْكُنُ حَكَايَا
مِنْ عِشْقٍ عَاشَ، وَانْقَضَى وَبَكَرَا
أَسْهَرَ الزَّمَانُ لِيُنَاجِيَ وَجْدًا
وَيَفُوحُ شَوْقِي عَبْرَ لَيَالٍ سَكْرَا
يُخْفِي الْفِرَاقُ أَنِينَ قَلْبِي
وَيُزْهِرُ مِنْ وَجَعِي وَرْدًا قَدَرَا
إِذَا مَا ذُرِفَتِ الدُّمُوعُ فِي صَمْتٍ
كَأَنَّهَا لَحْنُ الْحُبِّ مُثْتَنِرَا
تَسْرِي الْآهَاتُ فِي مَدَى رُوحِي
وَتَرْوِي الْعِشْقَ بِطِيبِ زَخْرَا
هَمْسُ الرِّيَاحِ يُدَاعِبُ أَسْرَارِي
فِي لَيْلِ الْبُعْدِ، فُؤَادِي يُفْجَرَا
عَلَى حِجْرِ الْأَطْلَالِ تُخَاطِبُنِي
ذِكْرَايَا الْوَصْلِ شَوْقًا سُعِرَا
كَمْ عَانَقْتُ صَدَى الْأَحْلَامِ سِرًّا
وَانْدَثَرَتْ أُمْنِيَاتِي فِي ضَيَارَا
وَالْوَجْدُ فِي عُرُوقِ أَيَّامِي
شِعْرٌ مِنْ لَوْعَتِي يَتَنَهَّرَا
أَبْحَثُ عَنْ وَصْلٍ قَدْ رَحَلَ بَعِيدًا
وَكَأَنَّ الْعُمْرَ صَارَ ذِكْرَى صُوَرَا
عَلَى جِدَارِ الْفِرَاقِ نَقْشُ الزَّمَانِ
يُزَيِّنُ لِي وَحْدَتِي بِسَكْرَا
فَلْتَنْثُرِ الدُّمُوعُ آهَاتِهَا
وَتُحْيِي لِي قَصَائِدَ شَوْقٍ شِعْرَا
وَفِي هَمِّ اللَّيَالِي أُنْشِدُ وَرْدًا
يَزْهُرُ رَغْمَ الْأَنِينِ مُنْتَثِرَا
يَبْكِي قَلْبِي عَلَى حُبٍّ خُلِّفَنِي
عَنْ سُرَّاهُ، فَضَمَّتْ لِي الْبُكَرَا
وَإِنْ عَادَ الْفَجْرُ يُنْشِدُ وَصْلًا
يَبْقَى الْوَفَاءُ نُورًا، وَبَهْرًا
1280
قصيدة