عدد الابيات : 21
عَيْنَاكِ لَيْلٌ حَامِلٌ سِرَّ الْجَمَالِ
تَغْفُو بِهِ النُّجُومُ فِي كُلِّ الْمَحَلْ
كَأَنَّهُمَا كَوْكَبَانِ فِي دُجَى اللَّيْلِ
يَهْدِيَانِ الْمُسَافِرَ فِي طُرُقِ الْوَحَلْ
يَحْمِلَانِ فِي سَكِينَتِهِمَا سِرَّ الْوَفَا
وَيَبْثَانِ الْأَمَانَ فِي رُوحِ الْأَمَلْ
فِي لَيْلِ عَيْنَيْكِ يُرْتَجَى طَيْفُ السَّنَا
وَتَسْكُنُ الْأَرْوَاحُ وَيَنْدَثِرُ الْعَمَلْ
إِذَا سَرَتْ نَظْرَةٌ فِي لَيْلِكِ الْوَضَّاحِ
أَصْبَحَتِ الدُّنْيَا وَضَّاءً يَكْتَمِلْ
يَا لَيْلَ عَيْنَيْكِ، أَشْرِقْ عَلَى نَفْسِي
حَتَّى يَزُولَ الْحُزْنُ وَيَسْتَبْشِرَ الطَّلْ
فِي عَيْنِكِ السِّرُّ الَّذِي لَا يَنْطَفِي
كَأَنَّهُ قَمَرٌ فِي السَّمَاءِ يَسْتَهِلْ
يَا لَيْلَ عَيْنَيْكِ، هَلْ تَرَى قَلْبِي يُغَنِّي
لِلْحُبِّ أُنْشُودَةً تَسْبِي مَنْ تَجَلْ
أَرَى بِهِمَا نُجُومَ السَّمَاءِ وَوُضُوحَ
وَأَحْتَفِي بِالْبَدْرِ وَالنُّورِ الَّذِي ارْتَحَلْ
عَيْنَاكِ لَيْلٌ فِيهِ تَسْكُنُ أَرْوَاحِي
وَتَنْطَلِقُ أَحْلَامِي بِكُلِّ الْأَمَلْ
يَا مَنْ تَفَجَّرَتْ مِنْ عُيُونِكِ كَوْكَبٌ
يُنِيرُ لِي الدُّنْيَا، وَيُرْوِي مَا أَقَلْ
عَيْنَاكِ لَحْنٌ لَا يَكُفُّ عَنِ الْغِنَا
يُطْرِبُ الْأَرْوَاحَ وَيَمْلَأُ مَا فَضَلْ
هَلْ تَعْلَمِينَ أَنَّ قَلْبِي أَسِيرُهُمَا
يُغَادِرُ الْعَالَمَ حِينَ تَنْظُرِينَ بِهَطَلْ
فِي كُلِّ نَظْرَةٍ تَتَجَدَّدُ قِصَّتُنَا
كَأَنَّنَا فِي دَهْرِنَا لَا نَنْفَصِلْ
عَيْنَاكِ تَحْمِلَانِ أَلْفَ أُغْنِيَةٍ
وَتُشْرِعَانِ الْحُبَّ لِمَنْ يُرِيدُ الْوَصَلْ
فِي عَيْنِكِ السِّحْرُ الَّذِي لَا يُفَسَّرُ
يَسْكُنُ النُّفُوسَ، وَيُحْيِي مَنْ عَزَلْ
يَا مَنْ لَهَا الْعَيْنَانِ كَالشِّعْرِ رَوْنَقًا
تُبْهِرُ الدُّنْيَا وَتَسْبِي مَنْ دَخَلْ
عَيْنَاكِ دُنْيَا كُلُّ مَا فِيهَا بَهَا
يُرْوِي الْحَيَاةَ، وَيُسْقِي الْقَلْبَ بِالْعَسَلْ
فِي خَاتِمَتِي، أَكْتُبُ بِعَيْنَيْكِ سِرَّنَا
حَتَّى يُخَلِّدَ الْحُبَّ وَالنُّورَ مَا تَصَلْ
وَأَخْتِمُ الشِّعْرَ بِاسْمِكِ، يَا حُبَّ عُمْرِي
وَأَتْرُكُ الدُّنْيَا تُغَنِّي وَتَبْتَهِلْ
1280
قصيدة