عدد الابيات : 12
عَفَتِ الدِّيَارُ بِوَادِي النَّهْرِ مَغْرَبُهَا
وَالطَّيْفُ يَعْبُرُهَا وَالدَّمْعُ يَنْسَكِبُ
وَوَقَفْتُ أَسْأَلُهَا عَنْ سَارَةٍ فَبَكَى
طَرْفِي وَأَخْبَرَنِي نَايٌ وَمُنْتَحِبُ
تِلْكَ الْمَجَالِسُ لِلْأَحْبَابِ كَانَ لَهَا
فِي كُلِّ زَاهِرَةٍ ذِكْرٌ وَمُحْتَسَبُ
حَيْثُ اللِّقَاءُ وَأَيَّامُ الْمَوَدَّةِ فِي ولهِ
فَجْرِ الصَّبَا وَالْهَوَى أَنْفَاسُهَا عَذِبُ
يَا وَيْحَ قَلْبِي وَأَيَّامِي وَحَسْرَتِي لَوْ
كَانَ يَدْرِي الْهَوَى مَا يَفْعَلُ الْعَتَبُ
سَارَتْ بِنَا الرِّيحُ نَحْوَ تِيهٍ وَخَبِرَتْ
أَيَّامُهَا صَبْرَنَا وَالزَّهْرُ مُكْتَئِبُ
وَالطَّيْرُ يَنْعَى وَأَغْصَانُ الرُّبَى نَحَلَتْ
كُحْلَ الْغُيُومِ وَأَوْدَتْ بِهَوَى النُّوَبُ
يَا سَارَةُ الْقَلْبِ إِنَّ الشَّوْقَ يُرْهِقُنِي
وَالنَّجْمُ يَسْهَرُ لِلْفِرَاقِ وَيَضْطَرِبُ
هَلْ تَذْكُرِينَ مَوَاعِيدًا عَهِدْنَاهَا؟
كَمْ مِنْ قَصِيدٍ بِهِ ذِكْرَى لَكِ تَنْتَسِبُ
يَا لَيْتَ مَا كَانَ لِلْفُرْقَى مَنَابِرُهَا
وَلَا عَصَفَتْ بِرِيَاحِ الْبُعْدِ مَنْ تُحِبُّ
أُعَلِّلُ النَّفْسَ بِالْوَعْدِ الَّذِي نَطَقَتْ
بِهِ الْعُيُونُ وَمَا فِي قَلْبِهَا كَذِبُ
فَلَيْسَ إِلَّا لِقَاءٌ يَجْمَعُ الشَّمْلَ
يَا نَجْمُ أَخْبِرْنَا: هَلْ تَقْرُبُ السُّحُبُ؟
1280
قصيدة