عدد الابيات : 20
يَا مَنْ بُلِيتُ بِحُبِّهَا فَأَذَلَّنِي
وَتَرَكْتِ قَلْبِي فِي الْجَوَى يَسْتَسْلِمُ
أَدْنُو فَتَطْرُدُنِي كَأَنِّي مُذْنِبٌ
وَأَرَاكِ تَهْجُرُنِي، فَكَيْفَ أُكَلَّمُ
أَرْنُو إِلَيْكِ وَفِي فُؤَادِي لَوْعَةٌ
وَلَهِيبُ وَجْدٍ فِي الضُّلُوعِ يُضَرَّمُ
أَرْعَى النُّجُومَ وَسَهْدُ عَيْنِي سَاهِرٌ
وَالْقَلْبُ فِي بَحْرِ الْأَسَى يَتَحَطَّمُ
عَاهَدْتِنِي أَنْ لَا تَمِيلِي عَنِ الْهَوَى
وَحَلَفْتِ لِي وَالصِّدْقُ لَيْسَ يُهَدَّمُ
مَا بَالُ عَهْدِكِ قَدْ أَتَيْتِ بِنَقْضِهِ
وَغَدَوْتِ فِي دُنْيَا الْغَرَامِ تَتِيهُمُ
هَبَّ النَّسِيمُ فَمَالَ غُصْنُكِ خَائِنًا
أَفَلَا تَذَكَّرْتِ مَنْ بِالْوِصَالِ يَزْعُمُ
نَادَيْتُ دَهْرَكِ: هَلْ يَعُودُ بِوَصْلِهِ؟
لَكِنَّهُ وَلَّى كَطَيْفٍ مُتَهَلِّلٍ يُعْدَمُ
جَادَ الزَّمَانُ وَأَنْتِ أَقْسَى مَنْ جَفَا
وَوِصَالُكِ الْمَسْكُوبُ صَارَ جَهَنَّمُ
أَنْتِ الَّتِي قَتَلْتِ رُوحِي بِالْجَفَا
وَمَلَأْتِ أَوْقَاتِي بِدُمُوعٍ تُسَاجِمُ
مَلَكْتِنِي حَتَّى سَلَوْتُ عَنِ الْوَرَى
وَأَتَيْتُ أَرْنُو فِي هَوَاكِ وَأَحْلُمُ
حَتَّى إِذَا طَابَ اللِّقَاءُ وَصَفْوُهُ
عُدْتِ الْهُوَيْنَى، وَالْعُذْرُ مِنْكِ مُتَمَّمُ
أَوَ لَسْتِ تَدْرِينَ أَنَّ رُوحِي هَائِمٌ؟
وَلَدَيْكِ فِي سِجْنِ الْغَرَامِ يَتَأَلَّمُ
وَلَأَقْعُدَنَّ فِي طَرِيقِهَا شَاكِيًا
عَلَّ الرُّوَاةَ بِمَا جَرَى يَتَكَلَّمُوا
وَلَأَدْعُوَنَّكِ لِمَحَاكِمِ الْعِشْقِ عَلِّي
أَلْقَى الْقِصَاصَ لِمَنْ يَضِلُّ وَيَهْضِمُ
وَلَأَبْكِيَنَّكِ فِي الدَّيَاجِي خَافِقًا
وَبِقَلْبٍ مَظْلُومٍ دُعَائِي يُقَدَّمُ
وَسَأَطْلُبُ الْعَدْلَ مِنَ اللَّهِ عَلَّهُ
يَأْتِي بِجَوْرِكِ، يَا سَارَةُ، وَيَنْقِمُ
عَسَاهُ يُصْلِيكِ الَّذِي قَدْ صَابَنِي
وَتَشِيبُ مِنْ وَجْدِي وَأَنْتِ تُتَيَّمُ
فَلَقَدْ صَبَرْتُ وَلَيْسَ بِي مِنْ حِيلَةٍ
إِلَّا الشِّكَايَةَ وَالدُّمُوعُ تَتَهَجَّمُ
يَا لَيْتَ قَلْبِي مَا أُصِيبَ بِجَفْوَةٍ
أَوْ لَيْتَ عَيْنِي بِاللِّقَاءِ تَتَنَعَّمُ
1280
قصيدة