الديوان » القس جوزيف إيليا » إلى دنياكِ تقتُ

إلى دنياكِ تقتُ

لقد فجعتِ الصّديقة الشّاعرة  الأستاذة هتاف عريقات فاجعةً كبيرةً بموت ابنتها الشّابة رُبى
فكتبتُ بلسانها هذه القصيدة بمناسبة ذكرى وفاتها :

 
 
 
وليسَ يغيبُ
يأتيني غناؤكِ يا رُبى عذْبا
 
ليخرجَني من المنفى
الّذي فيهِ أنا أحيا محطَّمةً مقيَّدةً بأصفادي
ومنهَكةً أجرَّعُ كأسَ عتْمتِهِ يسمّمُني
وقد أُدمِيتُ حين تركتِني صَلْبا
 
أنا الأمُّ الّتي انكسرتْ أمومتُها
وأمسى خطوُها قلِقًا
وثوبُ بهائها مِزَقًا
وصوتُ هتافِها مرًّا ومبحوحًا
فموتُكِ هدَّ بنياني
وأدخلَني لقبري قبل موتي جثّةً تبلى
أرى ما كنتُ أخشاهُ :
مصابيحًا مشوَّهةً
وأغصانًا ميبَّسةً
ولا ماءٌ إذا يومًا عطشتُ يُصَبُّ ليْ صَبّا
 
وبيْ الإيقاعُ مضطرِبٌ
تشوّشُهُ يدُ الفوضى
أنامُ على لهيبِ الجمرِ تكويني أصابعُهُ
فقولي ليْ أيا كلّي :
بأيّةِ بقعةٍ قد صرتِ ساكنةً بها تنأينَ عنّي؟
آهِ
كم إنّي أحنُّ إليكِ
للأثوابِ فوقَكِ تنتشي فرَحًا
وللأوقاتِ معْكِ تطيبُ تحلو كلُّها
للشّمسِ عندكِ لمْ تَمِلْ غَرْبا
 
إلى دنياكِ تُقتُ
إلى أساورَ في يديكِ زهتْ مذهَّبةً
إلى عطرٍ تعطّرَ منكِ أطيبُهُ
وقولٍ فيكِ أغنيةً غدا
هل تسمعينَ؟
وهل ترينَ دميْ بأوردتي تيبّسَ نبعُهُ
وعصا الشّدائدِ وقْعُها خشِنٌ على جسدي
وما فتِئتْ تهشّمُ أضلعيْ ضَرْبا؟
 
ولن ألقى وأنتِ بعيدةٌ عنّي ابتسامَ غدي
ولا يوميْ أراهُ رائقًا حلوًا
إذا لمْ أنطلِقْ
وأسِرْ إليكِ
ومِنْ جديدٍ معْكِ
أحسو قهوتيْ
وأقولُ أشعاريْ
وأُطعَمُ منكِ تفّاحًا ورمّانًا
وأرغفةً من السُّلْوانِ طازَجةً
ويطعنُ خنجري مَنْ جاءَ نحوكِ
ناشرًا كَرْبا
 
رُبى
ما زلتُ كي تبقي إلى النّجماتِ صاعدةً أصلّي
أطلبُ الرَّبّا

القس جوزيف إيليا
٢٧ / ١ / ٢٠٢٥

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القس جوزيف إيليا

القس جوزيف إيليا

106

قصيدة

شاعر سوري يكتب الشعر العمودي والتفعيلة

المزيد عن القس جوزيف إيليا

أضف شرح او معلومة