عدد الابيات : 16
سَكَنْتِ بِرُوحِي وَأَنْفَاسِي تَأَلَّقَتْ
كَنَسِيمِ وَرْدٍ فِي الرُّبَى يَتَأَلَّقُ
لَوْ غِبْتِ يَحْزَنُ كُلُّ شَيْءٍ حَوْلَنَا
وَيَصِيرُ وَجْهُ الصُّبْحِ لَيْلًا مُغْرِقُ
يَا طِيبَ عِطْرِي، يَا نَدَى أَوْرَاقِهِ
يَا مَنْ بِهَا رُوحُ الْهَوَى تَتَعَلَّقُ
إِنِّي إِذَا نَادَيْتُ نَفْسِي فِي الْكَرَى
لَا أَسْمَعُ إِلَّا ذِكْرَكِ الْمُتَدَفِّقُ
يَا مَنْ لَهَا فِي مُهْجَتِي أَلْفُ السَّنَا
وَبِهَا حَيَاتِي كُلُّهَا تَحْنُو وَتَتَرَفَّقُ
هِيَ فِي جُفُونِي لَا تُفَارِقُ نَظْرَتِي
وَبِكُلِّ نَبْضٍ مِنْ دِمَائِي تَخْفِقُ
إِنِّي أَشُمُّكِ فِي الْمَسَاءِ كَزَهْرَةٍ
يَشْدُو بِهَا رِيحُ الشَّذَا وَيُحَلِّقُ
أَنْتِ الْحَيَاةُ إِذَا الْوُجُودُ تَكَدَّرَتْ
أَنْتِ الضِّيَاءُ إِذَا الدُّجَى يَتَعَلَّقُ
إِنْ قِيلَ عِطْرُ الْوَرْدِ أَعْذَبُ نَفْحَةٍ
فَعَلَيْكِ مِنْهُ الطِّيبُ لَا يَتَفَرَّقُ
يَا نَسْمَةً هَبَّتْ بِصُبْحِ أُمْنِيَّاتِي
وَسَقَتْ فُؤَادِي بِالْهَوَى فَيَأْلَقُ
إِنْ غِبْتِ عَنِّي فَالزَّمَانُ مَذَلَّةٌ
وَالصُّبْحُ يَبْكِي وَالنُّجُومُ تَحَرَّقُ
يَبْكِي الْهَوَاءُ إِذَا فَقَدْتُ شَذَاكِ
وَيَشِيبُ وَجْدِي وَالْفُؤَادُ يُفَرَّقُ
لَوْ يَعْلَمُ الطَّيْرُ الَّذِي غَرَّدْتِهِ كَمْ
قَدْ سَقَانِي الْوَجْدُ كَيْفَ أُعَلِّقُ؟
مَنْ لِي إِذَا مَرَّتْ رِيَاحُ غِيَابِهَا
إِلَّا دُمُوعُ الْعَيْنِ وَزَفْرَةٌ تَتَحَلَّقُ
إِنِّي سَأَبْقَى فِي الْغَرَامِ مُتَيَّمًا
وَأَرَى بِوَجْهِ الْعُمْرِ طَيْفَكِ يُشْرِقُ
وَإِذَا تَنَفَّسَتِ السَّمَاءُ بِذِكْرِكِ
خَفَقَتْ قُلُوبُ الْعَاشِقِينَ وَأُرْهِقُوا
1275
قصيدة