عدد الابيات : 17
هَفَا الْقَلْبُ فِي لَيْلٍ جَلِيلٍ مُظَلَّلِ
وَهَزَّ الرُّؤَى ضَوْءُ الْجَمَالِ الْمُنَزَّلِ
وَأَسْرَى الْهَوَى بِي حَيْثُ وَجْهُكِ نَاصِعٌ
يُنَاجِي سَنَاهُ الْبَدْرُ لَمَّا تَهَلَّلِ
لَهَا فِي سُكُونِ اللَّيْلِ هَمْسٌ مُؤَرِّقٌ
كَأَنَّ ضِيَاءَ الْبَدْرِ يَهْمِسُ فِي الْجَذَلِ
تُقَابِلُنِي وَجْهًا كَمِثْلِ كَوَاكِبٍ بِهِ
الْبَدْرُ يَخْبُو ثُمَّ يُورِقُ فِي الْخَجَلِ
لَهَا وَجْنَتَانِ الْبَدْرُ يَسْكُنُ ظِلَّهُمَا
فَتَحْسَبُهُ فِي حُسْنِهَا الْمُتَمَثِّلِ
وَعَيْنَانِ نَجْمَتَانِ فِي فَلَكِ الدُّجَى
يُنَاجِيهِمَا لَيْلٌ بِسِرِّ الْمُسَلْسَلِ
إِذَا لَاحَ وَجْهُكِ زَالَ عَنْ لَيْلِيَ الْعَنَا
كَمِثْلِ شُعَاعِ الْبَدْرِ يَكْسُو الْأَفْصَلِ
تُضِيئِينَ كَالْفَجْرِ الْبَهِيِّ إِذَا سَطَعْ
فَأُبْصِرُ كَوْنِي فِي عُلَاكِ الْمُحَلَّلِ
بِعَيْنَيْكِ دُنْيَا مِنْ بَرِيقٍ وَمُهْجَةٍ
تُضِيءُ كَمَا الْبَدْرِ الْمُضِيءِ الْمُطَلْطِلِ
وَصَوْتُكِ كَالنَّايِ الْهَزِيجِ إِذَا دَنَا
يُرَاقِصُنِي شَوْقًا وَيَسْكُنُ فِي الْمُقَلِ
إِذَا غَابَ وَجْهُكِ فَالسَّمَاءُ مُقَطَّبَةٌ
وَيُدْرِكُنِي لَيْلٌ بِوَجْدِ الْمُجَلْجِلِ
وَأَشْتَاقُكِ النَّجْمُ الَّذِي كَانَ شَاهِدًا
عَلَى أَنْفُسٍ فِي الْحُبِّ شَوْقُ الْمُعَذَّلِ
وَأَسْأَلُ هَلْ يَرْجِعُ الْبَدْرُ سَاطِعًا
وَهَلْ تَرْتَوِي نَفْسِي بِنُورِكِ مِنْ جَدَلِ؟
فَلَا الْبَدْرُ يُغْنِي فِي اللَّيَالِي كَمَا كُنْتِ
وَلَا النُّورُ يَأْتِي بَعْدَ فَقْدِكِ فِي الْمُقَلِ
وَإِنَّكِ مِثْلُ الْبَدْرِ فِي اللَّيْلِ شَامِخٌ
وَإِنِّي كَمِثْلِ الْغَيْمِ عَطْشَانُ مُنْذَلِ
فَهَلْ يَلْتَقِي ضَوْءُ الْقَمَرِ بِلَيْلِهِ؟
أَمِ الْحُبُّ فِي لَيْلِ الْفِرَاقِ الْمُكَبَّلِ
1280
قصيدة