عدد الابيات : 68
طباعةمُحَمَّدٌ خَيْرُ الْخَلْقِ، وَالْكَوْنُ يُفْتَدَى
بِنُورِكَ إِذْ ضَاءَتْ عَلَى الْأَرْضِ مَشَارِعُ
أَتَانَا هُدًى فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ مُشَرَّعًا
فَأَنْتَ لِمَنْ ضَلَّ السَّبِيلَ الْمُسَارِعُ
سِرَاجُ الْهُدَى، مِنْ مِشْكَاةِكَ طَالِعٌ
فَأَنْتَ لِقَلْبِي نُورُهُ وَالْمَصَانِعُ
إِذَا ضَاقَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ، فَإِنَّمَا
لَكَ اللَّهُ، وَالْأَفْلَاكُ بَيْنَكَ سَامِعُ
بِأَخْلَاقِكَ الزَّهْرَاءِ زَانَتْ قُلُوبَنَا
فَأَنْتَ النَّدَى فِي كَفِّهَا وَالْأَصَابِعُ
لِحُسْنِكَ يَا خَيْرَ الْأَنَامِ تَحَيَّرَتْ
عُيُونُ الْوَرَى، إِذْ أَنْتَ مِثْلُ الْبَدَائِعُ
أَتَيْتَ بِرِفْقٍ، وَالْيَتَامَى يَهِيمُهُمْ
حَنَانُكَ، إِذْ عَمَّتْ عَلَيْهِمْ مَدَارِعُ
وَفِي جُودِكَ السَّامِي تَطِيبُ نُفُوسُهُمْ
فَأَنْتَ لِمَنْ يُعْطِي النُّفُوسَ بَدَائِعُ
وَمِنْ كَفِّكَ الطَّاهِرَةِ الْخَيْرُ نَابِعٌ
كَأَنَّ السَّمَاءَ فَوْقَكَ النُّورُ يَافِعُ
إِذَا قِيلَ فِي مَدْحِ الْأَنَامِ مُحَمَّدٌ
تَسَامَتْ عَلَى كُلِّ الْمَعَالِي الْمَطَامِعُ
أَتَى بِالْهُدَى، وَالْعَدْلُ مِنْهُ رِسَالَةٌ
بِهِ قَامَتِ الدُّنْيَا، وَصَحَّتْ مَشَارِعُ
عَظِيمٌ تَسَامَتْ فِي الْعُلَا سِيرَتُهُ
وَفِي ظِلِّهِ كُلُّ الْأَنَامِ تَتَاجِعُ
هُوَ الرَّحْمَةُ الْكُبْرَى، هُوَ النُّورُ مُشْرِقٌ
إِذَا اشْتَدَّتِ الْأَيَّامُ جَاءَكَ رَاجِعُ
تَسَلَّمَ مِنْ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَحْيَهُ
لِيُنْشِرَ بَيْنَ النَّاسِ كُلَّ الْفَضَائِلِ
حَلِيمٌ كَرِيمٌ، إِنْ أَتَاهُ مَنَابِتٌ
مِنَ الشَّرِّ لَمْ يَرْضَ بِقَوْلٍ مُنَازِعُ
عَظِيمٌ بِهِ الْأَخْلَاقُ صَارَتْ مَنَارَةً
وَفِي كَلِمَاتِهِ لِلْحَقِيقَةِ شَوَاجِعُ
وَفِي كُلِّ خُلُقٍ مِنْهُ نُورٌ وَبَهْجَةٌ
كَأَنَّ الرِّضَا فِي مُقْلَتَيْهِ الْمَدَامِعُ
رَأَيْنَاكَ فِي الدُّنْيَا طُمُوحًا وَصَابِرًا
عَلَى كُلِّ ظُلْمٍ نَالَكَ، أَنْتَ الْمُدَافِعُ
وَفِي الْغَارِ كُنْتَ تَبْتَغِي النُّورَ وَالدُّنَا
تُضِيءُ بِكَ الْأَفْلَاكُ، وَاللَّيْلُ رَاكِعُ
وَمِنْ حَوْلِكَ الصِّدِّيقُ يَسْمُو وَفَاؤُهُ
كَأَنَّهُ نَجْمٌ يُضِيءُ الْمَشَارِقُ
إِلَى رَبِّكَ الْبَارِي عُرِجْتَ مَلَائِكًا
تُحَاكِي السَّمَاءَ وَالْأَنْوَارُ سَاطِعُ
وَفِي لَيْلَةٍ قَدْ أَشْرَقَتْ بِكَ مَكَّةٌ
كَأَنَّ النُّجُومَ فِي السَّمَاءِ تُرَابِعُ
وَأُسْرِيتَ لَيْلًا، كُلُّ قَلْبٍ تَطَهَّرَتْ
بِهِ ذِكْرَى النُّبُوَّةِ، وَالْأَيَّامُ طَائِعُ
رَأَيْتَ جِنَانَ الْخُلْدِ وَالرُّوحَ مُرْشِدًا
وَكَيْفَ شِقَاقُ الدَّهْرِ يُبْلَى وَيُرَاجِعُ
تَجَاوَزَ حُدُودَ الْأَرْضِ، صَعِدَ مَرَاتِبًا
وَأَبْصَرَ مِنْ آيَاتِ رَبِّي الْمَشَارِعُ
رَأَى الْجَنَّةَ الْكُبْرَى، وَكُلَّ عَجَائِبٍ
رَأَتْهَا لَهُ عُيُونُ الْعِبَادِ فَصَائِعُ
وَفِي لَيْلَةٍ، لَاقَى السَّمَاوَاتِ دَاعِيًا
لِيُبَلِّغَ عَنْ رَبِّ الْعُلَا مَا يُطَامِعُ
بِأَمْرِكَ يَا رَبُّ أَضَاءَتْ أَنْوَارُهُ
وَأَسْكَنْتَ فِي قَلْبِ النَّبِيِّ الطَّلَائِعُ
تَسَامَتْ لَهُ الْأَرْضُ، وَاهْتَزَّ عَرْشُهَا
وَأَشْرَقَتِ الْأَكْوَانُ حِينَ تُنَازِعُ
أَلَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِيكَ فَخَارُنَا
وَأَنْتَ لِرُوحِ الْحَقِّ نِبْرَاسُ شَافِعُ
أَضَاءَتْ بِكَ الْآيَاتُ نُورًا وَرَحْمَةً
فَكُنْتَ لِدِينِ الْحَقِّ عِمَادَ الْقَوَاطِعُ
رَأَيْنَاكَ يَوْمَ الْعَفْوِ بَحْرًا مُفِيضًا
فَيَا مَنْ عَلَى الْأَعْدَاءِ كَانَ التَّوَاضُعُ
وَأَنْتَ نَبِيُّ الرَّحَمَاتِ وَعَفْوُكَ
كَأَنَّكَ بَحْرٌ إِذْ تَفُورُ الْمَدَارِعُ
تُرَأْفُ بِأَقْوَامٍ جَفَوْكَ، وَعَفْوُكَ
إِذَا لَامَسَ الْقُلُوبَ كَانَ الْقَوَارِعُ
رَسُولٌ أَتَى بِالصِّدْقِ، مَا ضَلَّ قَائِدٌ
وَفِي خَطْوِهِ زَهْرُ الدُّرُوبِ تُتَابِعُ
يَقُودُ قُلُوبَ النَّاسِ لِلْحَقِّ ظَاهِرَةً
وَفِي صَدْرِهِ كُلُّ الْعَطَايَا يُرَاجِعُ
إِذَا قِيلَ فِي الدُّنْيَا مُحَمَّدٌ، قُلْنَا
أَمَانُ الْوَرَى، مِنْهُ النُّفُوسُ قَوَاطِعُ
تَسِيرُ الْهُدَى بَيْنَ الْأَنَامِ مَحَبَّةً
وَيَسْعَى إِلَيْكَ الْكُلُّ، قَلْبٌ وَرَائِعُ
وَيَا حِبَّ ذَا الْقَلْبِ الَّذِي فِيكَ هَائِمٌ
وَفِيكَ الْحَبِيبُ وَالْمُنَى لَكَ تَابِعُ
فَيَا خَيْرَ مَنْ جَاءَتْ بِهِ كُلُّ أُمَّةٍ
وَفِيكَ السَّنَاءُ، وَالْأَنَامُ تَوَافِعُ
تَشُعُّ بِنُورٍ قَدْ تَجَلَّى عَلَى الْوَرَى
وَفِيهِ مِنَ الرَّحْمَةِ نُسُكٌ وَمَاتِعُ
مُحَمَّدٌ، نُورُ الْعَالَمِينَ وَرَحْمَةٌ
لَهُ فِي السَّمَاءِ وَالثَّرَى مَا يُذَاعِعُ
أَتَيْتَ لَنَا بِالدِّينِ طُهْرًا وَرَحْمَةً
وَأَحْيَيْتَ فِينَا كُلَّ جَفْنٍ يُنَاصِعُ
لَكَ الْمَجْدُ يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا
وَفِيكَ افْتِخَارُ الْخَلْقِ وَالدَّهْرُ سَامِعُ
لَكَ الْعِزُّ يَا خَيْرَ الْوَرَى مُذْ بُعِثْتَنَا
رَسُولًا إِلَى كُلِّ الْبِلَادِ تُنَافِعُ
وَفِيكَ أَخْلَاقُ الْأَنْبِيَاءِ تَجَلَّتْ
كَأَنَّكَ قِمَّةٌ فِي السَّمَاحَةِ وَالْمَنَافِعُ
إِذَا مَا ذَكَرْتَ الطُّهْرَ كُنْتَ إِمَامَهُ
وَكُنْتَ كَرِيمًا فِي الْمَوَاقِفِ فَاطِعُ
مُحَمَّدٌ عَظِيمُ الْحِلْمِ فِي كُلِّ مَعْشَرٍ
لَهُ الْفَضْلُ فِي كُلِّ كَفٍّ وَشَاجِعُ
وَيَا خَيْرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَاءَ مُكَمِّلًا
فَفِيكَ الْأَمَانَاتُ الْغِرُّ وَالذِّكْرُ شَائِعُ
لَنَا فِيكَ نُورُ الْحَقِّ بَلْ كُلُّ مِنْبَرٍ
تَعْلُو بِهِ الْآيَاتُ، وَالْحُبُّ يُرَادِعُ
إِذَا جَاءَ يَوْمٌ فِيهِ يُبْلَى الْبَرِيَّةُ
نَادَى مُحَمَّدٌ، كُلُّ قَلْبٍ يُسَارِعُ
شَفِيعُ الْخَلَائِقِ يَوْمَ تُرْفَعُ أَعْمَالٌ
وَفِي حَضْرَةِ الرَّحْمَنِ تَلْقَى الْفَوَاجِعُ
وَفِيكَ الرَّحْمَةُ الْكُبْرَى لِمَنْ جَاءَ نَادِمًا
فَقَدْ كَانَ جُودُكَ لِلسَّمَاحَةِ شَافِعُ
أَتَيْنَاكَ نَرْجُو مِنْ يَدَيْكَ سَلَامَةً
وَفِي حَوْضِكَ الْعَذْبِ ارْتِوَاءٌ لَنَا جَامِعُ
رَسُولَ الْهُدَى، أَنْتَ الشَّفِيعُ لِخَلْقِنَا
إِذَا زَادَ فِي مِيزَانِنَا الْخَوْفُ شَاسِعُ
لَهُ شَرَفُ الشُّفَعَاءِ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ
إِذَا انْكَسَرَتْ مِنْ خَوْفِهَا كُلُّ ضَلَائِعُ
فَفِي سُنَّةِ الْهَادِي النَّجَاةُ لِمَنْ هَوَى
وَفِيكَ تَفِيءُ الْأَرْوَاحُ، إِذْ كُلٌّ رَاجِعُ
نَرَاكَ إِذَا جَاءَتْ خُطُوبٌ مُجَمَّعَةٌ
كَأَنَّكَ بَدْرٌ بَيْنَ قَوْمٍ مَنَافِعُ
وَفِي حَضْرَةِ الْمُخْتَارِ نَمْضِي مُؤْمِنِينَ
عَلَى نَهْجِهِ، فِي الْكَوْنِ تَسْمُو الطَّلَائِعُ
سَنَبْقَى نُصَلِّي فِي الْهُدَى مُسْتَبْصِرِينَ
نَمُدُّ الْأَيَادِي، نَحْوَ خَيْرِ الشَّفَائِعُ
وَفِي كُلِّ قَلْبٍ لِلْمَحَبَّةِ مَنْزِلٌ
إِذَا ذُكِرَتْ أَفْضَالُهُ تَتَهَاجِعُ
فَصَلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ مَا هَبَّتِ الصِّبَا
وَمَا رَفْرَفَتْ فِي السَّمَاءِ سَوَاجِعُ
فَصَلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ مَا دَامَتِ السَّمَا
وَمَا رَنَّ فِي أَفْلَاكِهَا الطَّيْرُ سَامِعُ
وَلَكَ الْحَمْدُ مَا دَامَتْ حَيَاةٌ لَنَا بِهَا
وَمَا أَشْرَقَتْ شَمْسٌ، وَمَا لَاحَ طَالِعُ
عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ مَا نُقِرَتْ بِنَا
حُرُوفٌ إِذَا أَنْشَدْنَ شِعْرًا وَبَارِعُ
عَلَيْكَ سَلَامٌ دَائِمٌ، يَا شَفِيعَنَا
فَإِنَّكَ حُبٌّ فِي الْقُلُوبِ يُنَازِعُ
مُحَمَّدٌ يَا نُورَ الْهُدَى وَالْعُلَا سَمَا
عَلَيْكَ مِنَ الرَّحْمَنِ عِطْرٌ يُضَافِعُ
سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا شَفِيعَ الْخَلَائِقِ
بِكَ الدُّنْيَا تُزْهَى وَكُلُّ الْمَرَاتِعُ
1280
قصيدة