يـدورُ بِنَـا الــدَّهـرُ
والـدَّائِـراتُ تَــدورُ
تَمورُ
تُقَرفِصُ أَيامَ هَذَا الصَّقِيعِ
قرونٌ تُسَمْسِرُ فِي مَرأَبِ الموتِ
والذَّارِيَاتُ يُدِرْنَ عَلىَ زَمنِ "الزِّيرِ" أَلفَ حِصَارْ
عَلىَ زَمَنِ المِلحِ والضَّبحِ نوحَ الدِّيَارِ
قِفَا القَاصِراتُ ظَعَنَ القَصيد
قَطَنَ الصَّعيد
القصيدُ يُكوِّرُهُ الحلمُ والذِّكرياتُ
وَمن زَمنِ السَّلخِ والمَسخِ نَأْتِي
وَجاءَت مَوَاقعُ هَذَا الشَّتَاتِ
يُدحرِجُهَا الرَّملُ في الذِّهنِ والعهنِ
والذَّارياتُ يَذَرنَ البقيعَ صقيعًا
وَيأتِينَ من قلعةٍ في مدينةِ سِربِ الكلابِ
مَدينةِ كلِّ الحِكايَاتِ
من قصةِ الجُبِ والدُّبِ والذكرياتِ
ويُختمُ تاريخُ هذا الوجودِ
بِحَفلِ اغتصابِ الوجودِ
ابتلاعِ الوجودِ
من القدسِ حتَى شَواطِئِ هذا المحيطِ
وَحتَّى مدينةِ سربِ الكلابِ
هُناكَ يُحاصرُنا الغولُ منذُ "الإمامِ"
ويَصرَعُنا القَصُّ "والمَصُّ" والمبطلاتُ
شفاءُ الجداولِ والمعجزاتُ
يُكَبلنَ هذَا القبيلَ
يُضَاعِفنَ هَذَا القبيلَ
غَنائِمُ شتَّى
وكلٌّ لَهُ سَابحاتُ الجيادُ
وأرضُ القتادِ
وطولُ النجادِ
وَينكسُ المشهدُ الزِئْبقيُّ بِأرضِ الكلابِ
مدينةِ جيشِ الكلابِ
عَلَى شاطئِ القبرِ والجبرِ والمصرفِ العالميِّ
مصفحةً بدروبِ الخرابِ
وأسوارُها الساقطاتُ تئنُ
تهشِّمُها الريحُ
والرَّدمُ يَغمُرها بالذُّبابِ
كلابُ المدينةِ نامُوا
وَسَابتْ ربوُع القبيلِ
بَلَا البَارئُ الناسَ بالنَّهرِ
والعطشُ البَرزخيُ يعمُّ الرِّمَالَ
فَلَا تَشرَبُوا الماءَ
لَا تَشرَبُوا العطشَ الشَّاطئَ
وَقدْ شَربُوا منهُ إلا قليلاً
وَهَا ظَلَّ هَذَا القبيلُ يُزَمِّلُهُ الجهلُ والذلُّ والقصَصُ الأوليُّ
يُشَرنِقُهُ الفَخْرُ والدَّهرُ فِي خَيمةِ العَنكَبوُتِ
فئاتٌ
جهاتٌ
قبائلُ شتَّى
"وَحلةُ" كلِ النُّعوتِ
يُصرِّفُهَا القَائدُ العَبقَريُّ
وَيَعصمهَا اللهُ من "حِلَّةِ" الحاقدينَ
سنونٌ عجافٌ
وأيامُ نَحسٍ
يُحطِّمنِي الزمنُ الزِّئبقيُّ
تُحتصرُ برزخَ هَذَا الوجودِ
وَتكتبُ تاريخَهُ القَبليَ
وَتَرسمُ تَاريخهُ الدَّائِريَّ
مِنَ "الحزبِ" و"الهيكلِ البَدَوِيِّ"
إلىٰ بَلدةِ القطبِ والزَّمنِ الرَّعوِيِّ
والـدَّائِـراتُ أَغصُّ تَــدورُ
أُفجِّرُ شِعريِ تدورُ
وَأَلعنُ عَصرِي تدورُ
فَكلُّ حصاةٍ تدورُ
لِتَمْحوَ ميسمَ هذا القصيدِ
عَلىَ نَفسِهَا وتدورُ
ثقافةُ جيلِ القبيلِ تَدورُ
وَوَشمُ الشَّبِيبَةِ والكلياتِ
خِطابٌ تَضَخَّمَ بالصَّمغِ والخُبزِ والحُرِيَّاتِ
فَمَا كَادَ يَلْتَمِسُ الرَّملَ
حتَّى تَسَاقَطَ عنهُ القناعُ
وَكَشَّرَ عَنْ وَجْهِهِ الدَّائِرِيِّ
وَمارسَ أبشعَ نعتِ القبيلِ
من القصِّ والمَصِّ والطَّوْطَمِيَةِ
يـدورُ بِنَـا الــدَّهـرُ والـدَّائِـراتُ تَــدورُ
مدينةُ جَيشِ الكلابِ تَدورُ
على الذَّاتِ كَيْ تستريحَ الرِّمالُ من الخَطْوِ
كَيْ يَغمُرَ الرَّدمُ مَاسَطَّرتْ فِي الكَتابِ "غَدِيجَةْ"
وَيمْحوَ "جِيميَّةَ التِيرِسِيِّ"
قبيلُ المدينةِ في سكرةِ الموتِ والتِيهِ
تَاهُوا عنِ الأرضِ
قَدْ حُرِّمَتْ أربعينَ خريفاً
وَقلتُ لِقومِي تَعالَوْا
فَولَوْا عَلىَ ظَهرِهِمْ مُدبرِينْ
وقالُوا :
لتذهبْ أنتَ وشعرَكَ تَستَلْهِمَانِ الوجودَ
فإِنَا هنا قَاعدونْ
فقلتُ :
سَيأتيكمُ الأمرُ يَاقومُ فِي السَّنَواتِ الخَوَالِي
وَجئنَا إلىٰ الخَسفِ والنَّسفِ
أَيامَنَا الآتياتِ
فَقَالوُا :
الإمامُ سيأتِي
وَجاءَ الإمامُ
وأَلقىٰ حَصَاهُ
وَظَلَّ الجميعُ يَدورُ مَعَ الحِزبِ والجدبِ والبَرلَمانِ
تَعالَوا
فقالُوا :
الإمامُ سَيأتِي
وجاءَ الإمامُ
وألقَىٰ عَصاهُ
وظلَّ الجميعُ تُحاصرهُ خيمةُ العنكبوتِ
وغولُ الجفافِ يحطِّمُ أُسَّ البيوتِ
وظلتْ أَئِمةُ هذَا القبيلِ تَدورُ
وأُسرةُ هذَا الإمامِ تدورُ
عَلَى الهَدْيِ والسُّنَةِ القَبلِيةْ
عَلَى الهديِ والنَّزعَةِ البدويةْ
هُنَا انعكَسَ المشهدُ الدَّائِريُ
من القدسِ حتَّى شَواطئِ هَذَا المحيطِ
وَأنيابُ غولِ الشعوبِ
من القدسِ حتَّى المحيطِ
أيبلعنَا الغولُ في الليلِ
ليلِ الكهوفِ؟
أَأُرْثِي لِذَاتِي ولَحنِ الحروفِ؟
أأكتبُ شِعراً
أَمورُ
10
قصيدة