عدد الابيات : 21
غَرْبَلْتُ حُبِّي فِي هَوَاكِ فَمَا جَنَى
إِلَّا الْجَمَالَ وَنَبْضَهُ الرَّيَّانِ
وَنَخَلْتُ رُوحَ الْعَاشِقِينَ فَلَمْ أَجِدْ
إِلَّا هَوَاكِ بَهْجَةَ الْوَلْهَانِ
قَدْ كُنْتُ أَطْمَعُ أَنْ أَرَاكِ مَلِيكَتِي
فَأَتَى الْجَمَالُ وَصَرَّحَ السُّلْطَانِ
وَحَلَلْتُ أَسْرَارَ الْعُيُونِ فَلَمْ أَجِدْ
إِلَّا لَهِيبَ السِّحْرِ فِي الْأَجْفَانِ
يَا بِنْتَ مَاءِ الْوَرْدِ يَا طَلَّ الْهَوَى
يَا زَهْرَةً لَمْ تُرْوَ بِالنِّسْيَانِ
إِنِّي وَهَبْتُكِ مُهْجَتِي فَتَقَبَّلِي
هَذَا الْفُؤَادَ مُعَلَّقَ الشِّرْيَانِ
هَذِي عُيُونِي لِلسُّهَادِ مُقِيمَةٌ
مُذْ سَلَّ سَيْفَ الدَّلِّ جَفْنُكِ لَانِ
لَا تَسْأَلِينِي عَنْ فُؤَادٍ هَامَ فِيكِ
فَلَقَدْ سَكَنْتِ بِبَاطِنِ الْأَجْفَانِ
نَامَ الْوُجُودُ وَسَاهِرٌ فِي حُبِّكُمْ
قَلْبِي، وَعَيْنَاكِ الْكَرَى وَالْغَانِي
زَرْعُ الْمَدِيحِ بِمَدْحِ حُسْنِكِ وَاجِبٌ
فَالْوَرْدُ يُثْنَى مِنْهُ بِالْأَغْصَانِ
مَا قُلْتُ شِعْرًا فِي النِّسَاءِ وَإِنَّمَا
صَدَحَتْ بِحُبِّكِ أَدْمُعِي وَلِسَانِي
كُلُّ الْخَلِيقَةِ إِنْ رَأَتْكِ تَهْتَدِي
لِلذَّوْقِ وَالْآدَابِ وَالْإِحْسَانِ
مَا لَاحَ صُبْحٌ أَوْ تَنَفَّسَ نَرْجِسٌ
إِلَّا ذَكَرْتُكِ عَاطِرًا بِأَفْنَانِ
هَلْ يُدْرِكُ الْعُشَّاقُ سِرِّي؟ إِنَّنِي
صَبٌّ تَسَامَى فَوْقَ كُلِّ ظِنَانِ
أَشْكُو إِلَيْكِ مِنَ الْفِرَاقِ وَلَوْعَةٍ
سَكَنَتْ عِظَامِي مِثْلَ نَارِ جِنَانِ
إِنْ شِئْتِ قَتْلِي فَاحْمِلِي سَيْفَ الْهَوَى
وَاطْعَنِي قَلْبِي فَهُوَ فِي طُغْيَانِ
أَوْ شِئْتِ هَجْرِي فَاذْكُرِي أَنَّ الْهَوَى
مُرٌّ عَلَى الْعُشَّاقِ بِالْأَكْفَانِ
قُولِي لِمَنْ رَامَ الْوِصَالَ بِأَنَّنِي
فِي غَرْبَلَةِ الْأَشْوَاقِ كَالْعَشْقَّانِ
لِلَّهِ دَرُّكِ كَمْ سَلَبْتِ خَوَاطِرِي
كَمْ هَدَّ صَبْرِي سِحْرُكِ الْفَتَّانِ
فَإِذَا رَضِيتِ فَإِنَّنِي بِكِ نَاعِمٌ
أَوْ لَا رَضِيتِ فَالْمَمَاتُ مُدَانِ
أَقْسَمْتُ لَا أَرْضَى سِوَى حُبٍّ نَمَا
فِي رَوْضِ عَيْنَيْكِ الْحَبِيبِ الْحَانِي
1280
قصيدة