عدد الابيات : 23
عَفَا الدَّهْرُ عَنْكِ يَا مَلِيحَةُ مَا جَرَى
وَأَوْدَعَ فِي رَسْمِ الْجَمَالِ مُحَجَّرَا
أَلَا أَخْبِرِي قَلْبًا أَتَاكِ مُتَيَّمَا
أَمَا آنَ أَنْ يَلْقَى السَّكِينَةَ أَوْصَرَا؟
فَإِنِّي وَرَسْمَ الْحُبِّ فِي كُلِّ نَظْرَةٍ
أُعَانِقُ سِحْرًا فِي عُيُونِكِ أَبْهَرَا
سَرَاءُ، مَلِيحَةُ الْقَلْبِ، مَهْوَى فُؤَادِهِ
كَأَنَّكِ مِنْ نُورِ الْجِنَانِ تَصَوَّرَا
تَبَارَكَ مَنْ أَهْدَى الْجَمَالَ لِوَجْهِكِ
فَأَصْبَحَ شَمْسًا فِي الْكَمَالِ تَنَوَّرَا
وَمَنْ أَتْقَنَ الْإِبْدَاعَ فِي كُلِّ خَصْلَةٍ
فَزُنْتِ بِهَا زَيْنًا عَجِيبًا مُنَوَّرَا
فَيَا بَدْرَةً فِي لَيْلِ عُمْرِي أَضَاءَتِ
وَيَا دُرَّةً فِي جَوْفِ قَلْبِي تَنَوَّرَا
تَرَكْتِ الْمُحِبَّ مُنَعَّمًا بِوَصْلِكِ
وَإِنْ تَبْتَعِدِي، يَبْقَى عَلِيلًا مُسَطَّرَا
وَإِنَّكِ فِي قَلْبِي أَمِيرَةُ حُسْنِهِ
وَسِرُّ جَمَالٍ لَا يُبَارَى وَيُحْتَرَا
فَمَنْ ذَا يُقَارِعُ بِالْكَمَالِ كَمِثْلِكِ
وَمَنْ ذَا يُسَاجِلُ فِي الْغَرَامِ مُطَوَّرَا؟
أُحِبُّكِ حُبَّ الرُّوحِ أَضْحَى مِزَاجَهَا
كَمَا يَمْتَزِجُ الْعِطْرُ بِالطِّيبِ مُعْتَصَرَا
فَلَا تَحْسَبِي أَنَّ الْوَفَاءَ تَأَثَّرَتْ
بِهِ النَّفْسُ إِنْ كُنْتِ بِقُرْبِي تَسَتَّرَا
إِذَا قُلْتُ: سَارَةُ، أَنْتِ نَجْمَةُ حَسْبِي
فَإِنِّي أَرَى فِي كَوْنِكِ الْحُبَّ أَكْبَرَا
وَأَعْلَمُ أَنَّ الْحُسْنَ يَأْبَى خُضُوعَهُ
إِذَا مَا رَآكِ الْحُسْنُ صَاغَ وَتَغَيَّرَا
فَيَا رَبَّةَ الْأَحْلَامِ قَلْبِي يَجُودُهُ
وَيَسْقِيكِ حُبًّا صَافِيًا غَيْرَ مُعْتَكِرَا
فَكُونِي كَمَنْ يَرْوِي الْقُلُوبَ بِحُسْنِهِ
وَلَا تَتْرُكِي الْحُبَّ لِلنَّأْيِ يَفْتَرَا
وَإِنْ شِئْتِ زِدْنَا مِنْ دَلَالِكِ لَذَّةً
فَمَا أَشْهَدَ الْعُشَّاقَ حُبًّا مُقَدَّرَا
فَأَنْتِ الْمُنَى وَالْوَصْلُ عِنْدَكِ غَايَتِي
وَأَنْتِ الْمُنَى فِي كُلِّ دَرْبٍ تَصَوَّرَا
أَيَا سَارَةُ، إِنِّي قَدْ بَنَيْتُ لِذِكْرِكِ
بِقَلْبِي قَصِيدًا بِالْجَمَالِ مُنَمَّرَا
وَإِنْ شِئْتِ كُنْتُ الْعَبْدَ عِنْدَ جَمَالِكِ
وَإِنْ شِئْتِ كُنْتِ الْمُلْكَ لِي مُتَجَبِّرَا
أَيَا قُبَّةَ الْحُسْنِ الَّتِي لَا تُنَافَسُ
بِهَا زَادَ دَهْرِي فَرْحَةً وَتَيَمُّرَا
سَرَاءُ، مَقَامُ الْحُبِّ فِي قَلْبِ عَاشِقٍ
كَأَلْمَاسِ تَاجِ الْمُلُوكِ مُتَنَوِّرَا
1280
قصيدة