عدد الابيات : 21
سَحَرَتِ الْقُلُوبَ بِمَا فِي الْعَيْنِ مِنْ أَلَمِ
كَأَنَّمَا الْغَيْمُ فِي الْأَجْفَانِ لَمْ يَنَمِ
يَا لُغْزَ سِحْرٍ بَهَى فِي حَدِّ مُقْلَتِهَا
كَأَنَّهُ الْبَحْرُ أَلْقَى نُورَهُ بِدَمِي
مَا لِي أُطَارِدُ ضَوْءَ الشَّمْسِ فِي شَفَقٍ
وَأَنْتِ فَجْرُ الْمَدَى فِي أُفُقِهِ الْحُلُمِ
كَأَنَّ عَيْنَيْكِ بَابُ الْكَوْنِ مُفْتَتَحٌ
إِلَى حَقِيقَةِ شَوْقٍ يَنْبُضُ بِالْقِيَمِ
وَإِنْ أَطَلَّتْ عَلَيْنَا الْغَيْمُ نَازِلَةً
فَالْكَوْنُ يُشْرِقُ فِي عَيْنَيْكِ كَالنَّسَمِ
مَا زُرْتُ وَرْدَةَ صَحْرَاءٍ وَأَسْأَلُهَا
إِلَّا أَجَابَتْكَ: فِي عَيْنَيْكِ مَغْنَمِي
يَطُوفُ حُسْنُكِ بِالْأَقْدَارِ سَاحِرَةً
كَأَنَّمَا الْقَدْرُ مَفْتُونٌ بِهَا ظُلَمِ
أَيَا قَمَرًا فَوْقَ آفَاقِ الْعُيُونِ سَنَا
سِوَاكِ صَمْتٌ، وَأَنْتِ الشِّعْرُ فِي الْكَلِمِ
لَوْلَاكِ مَا انْحَنَى الشِّعْرُ احْتِفَاءً بِهَا
وَلَا انْثَنَى الْقَلْبُ يُهْدِي النَّبْضَ كَالزَّهَمِ
إِنَّ الْعُيُونَ تُنَاجِي رُوحَ عَاشِقِهَا
وَالرُّوحُ تَرْقُصُ مَا بَيْنَ الضَّنَى وَالْأَلَمِ
كَأَنَّ شَهْدَ اللَّيَالِي حِينَ أَشْرَبُهُ
أَرَاهُ فِي عَيْنَيْكِ، يَا مَنْ بَعَثَتْ نَعَمِ
فِي جَفْنِكِ السِّحْرُ يُلْقِي ظِلَّهُ أَبَدًا
وَفِي كَحِيلِكِ سَيْفٌ يَفْرِي مُنَاهِمِي
يَا قُبَّةَ الْحُسْنِ فِي عَيْنَيْكِ قَافِلَتِي
وَفِيكِ وَرْدُ اللَّيَالِي غَيْرُ مُنْثَنِمِ
مَا زِلْتُ أَبْحَثُ عَنْ عَيْنَيْكِ مُشْتَعِلًا
حَتَّى وَقَعْتُ أَسِيرَ الْحُسْنِ كَالْمُغْتَنِمِ
وَفِيكِ لَحْنُ النَّدَى إِذْ يَمُرُّ هَوًى
فِي كَوْنِ عَيْنَيْكِ، أَلْفُ اللَّحْنِ مُنْسَجِمِ
أَيَا نُجُومَ السَّمَاءِ، اغْضِي إِذَا مَرَّتْ
عَيْنُ الْحَبِيبَةِ فِي كَوْنٍ بِلَا سَقَمِ
يَا أُمْنِيَاتِ الدُّنَا تَخْتَالُ زَاهِيَةً
إِذَا تَأَلَّقَتِ الْعَيْنَانِ فِي الْعَدَمِ
يَا قِبْلَةَ الْعُمْرِ فِي عَيْنَيْكِ، لَا أَرْضَى
بَدِيلَ وَجْهِكِ عَنْ نُورٍ وَلَا كَلَمِ
تَبَارَكَ اللَّهُ مَنْ أَبْدَى مَحَاسِنَهَا
كَأَنَّمَا الْكَوْنُ أَضْحَى تَاجَ مُبْتَسِمِ
يَا قَدْرَ شِعْرِي، إِذَا يَوْمًا عَصَفْتُ بِهِ
فَلْيَشْهَدِ الْعَصْرُ أَنِّي فُقْتُ بِالْهِمَمِ
1280
قصيدة