أُحِبُّكِ مثلَ كُلِّ الأشياءِ المرفوضة،
كصرخةِ ثائر يرفضُ كلَّ العار،
أو حُلمِ مُناضل حر
يُقاتلُ بينَ الأحجار.
أُحِبُّكِ مثلَ الأفكارِ المدسوسة،
أو كروايةٍ أَسطرُها منقوصة،
تُحطّمُ بعضَ الأسرار.
أُحِبُّكِ رغمَ صعوبةِ تلكَ الكلمة،
ورغمَ مئاتِ الأخطار.
أُحِبُّكِ كما أنتِ،
بصمتكِ، وثوراتكِ غيرِ المنطقية،
بأفكاركِ، وأحلامكِ الجنونية،
بصباحكِ المختصرِ في كلمتين
تُعادلانِ كلَّ المعاجمِ والمفرداتِ اللغوية،
وكلَّ الصباحاتِ
منذُ فجرِ الإنسانية.
أُحِبُّكِ كما أُحِبُّكِ،
فلم أجدْ أقوى من حُبّكِ مثال،
فعلتُ كالشاعرِ الذي شَبَّهَ الماءَ بالماءِ،
لأنّ ما يجولُ بقلبي،
ويحتلُّ صدري،
لا تصفهُ كلُّ المفرداتِ
التي بينَ الأرضِ والسماء.
أُحِبُّكِ مثلَ قصيدةٍ بمفرداتٍ غريبة،
مثلَ الأشياءِ الثورية،
لشاعرٍ منسيٍّ في صحراءٍ قاحلةٍ عربيّة،
يُؤرِّخُ لحروبٍ مجهولةٍ لا تنتهي،
نشبتْ لأسبابٍ تبدو عبثيّة،
تمرُّ قرونٌ،
ويفنى الشاعر،
وتنتهي الأسباب،
وتتلاشى الحروب،
لكنّ كلماتهِ — مثلَكِ، صغيرتي —
تعشقُ الحرية.
53
قصيدة