الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » ألحان العشق والغزل لسارة

عدد الابيات : 113

طباعة

يَا مَنْ تَفَجَّرَ فِي جَمَالِكِ مُعْجِزٌ

وَسَكَنْتِ فِي قَلْبِي كَنَبْضٍ يُلْهِبُ

رُوحِي تَمِيلُ إِلَى هَوَاكِ كَأَنَّهَا

غُصْنٌ تَثَنَّى فِي نَسِيمٍ يَعْذُبُ

مَاذَا أَقُولُ وَكُلُّ حَرْفٍ فِي يَدِي

يَخْشَى جَمَالَكِ أَنْ يُخَطَّ وَيَكْذُبُ

أَلَا فَاسْقِنِي كَأْسَ الْهَوَى يَا مُطَرَّبُ

فَمَا الْعَيْشُ إِلَّا فِي الْهَوَى يُسْتَطْرَبُ

وَحَدِّثْ عَنِ الْحَسْنَاءِ سَارَةَ إِنَّهَا

نُجُومُ السَّمَا فِي وَجْهِهَا تَتَقَلَّبُ

تَبَارَكَ رَبِّي حِينَ أَبْدَعَ خَلْقَهَا

فَفِي خَلْقِهَا حُسْنُ الْجَمَالِ يُجَسَّبُ

لَهَا قَامَةٌ كَالْغُصْنِ رُطْبٌ إِذَا انْثَنَى

وَعَيْنَانِ كَالسِّحْرِ الَّذِي لَا يُغَالَبُ

إِذَا مَا بَدَتْ كَالْبَدْرِ فِي لَيْلَةِ الدُّجَى

تَنُوءُ لَهَا الْأَرْوَاحُ شَوْقًا وَتَطْرَبُ

أَيَا زَهْرَةَ الدُّنْيَا وَيَا حُلْمَ شَاعِرٍ

وَيَا مَنْ بِهَا آيَاتُ حُسْنٍ تُرَتَّبُ

أَرَى وَجْهَهَا صُبْحًا يُضِيءُ بِسِحْرِهِ

وَيُنْسِي ظَلَامَ اللَّيْلِ حِينَ يُجَذَّبُ

وَشَعْرٌ لَهَا كَالْمِسْكِ يُنْثَرُ نَاعِمًا

إِذَا مَا جَرَى كَاللَّيْلِ فِي الرِّيحِ يَنْسَبُ

تَخَالُ الثَّرَى إِذْ تَمْشِي سَارَةُ فَوْقَهُ

حَرِيرًا يُطْوَى أَوْ عَقِيقًا يُنْضَبُ

حَدِيثُكِ يَا سَارَةُ لَحْنٌ سَمَاوِيٌّ

تَطِيرُ بِهِ الْأَرْوَاحُ وَالرُّوحُ يُجْذَبُ

فَلَا الشِّعْرُ يَرْوِي وَصْفَ عِزِّ جَمَالِهَا

وَلَا الْقَلْبُ إِلَّا فِي غَرَامِكِ يَلْهَبُ

إِذَا مَا نَظَرْتُ الْعَيْنَ مِنْهَا أُتِيتُهَا

كَأَنِّي قَتِيلٌ قَدْ أُصِيبَ وَأُصْلَبُ

وَإِنْ غِبْتِ عَنْ عَيْنِي، فَقَلْبِي مُعَلَّقٌ

بِذِكْرَاكِ وَالْأَنْفَاسُ نَحْوَكِ تَذْهَبُ

لَعَمْرُكِ إِنَّ الْحُبَّ فِيكِ مَزِيَّةٌ

كَأَنَّكِ تَاجُ الْحُسْنِ بَلْ أَنْتِ مَوْهَبُ

فَكَيْفَ أُلَامُ الْيَوْمَ فِي عِشْقِ فَاتِنٍ

بِكِ الدُّنْيَا زَانَتْ، وَالْحَيَاةُ تُرَتَّبُ

أَيَا طِيبَ قَلْبٍ كَمْ مَلَكْتِ جَوَانِحِي

وَكَمْ بَاتَ فِي حُبٍّ لِعَيْنَيْكِ يُسْلَبُ

وَيَا شَمْسَ أَيَّامِي وَيَا بَدْرَ لَيْلَتِي

لِأَجْلِكِ عُمْرِي كُلَّهُ لَيْسَ يُحْسَبُ

أَتِيهُ بِحُبٍّ لَمْ أَجِدْ لَهُ شَبِيهًا

كَأَنِّي أَرَى الدُّنْيَا بِجَنَّاتٍ تُخْصَبُ

وَلَوْ أَنَّنِي أَمْلِكُ الْقَافَ فِي يَدِي

لَكُنْتُ أُغَنِّي فِي هَوَاكِ وَأَطْرَبُ

وَلَكِنَّ مَا بِالْقَلْبِ أَعْمَقُ لَوْ بَدَا

وَمَا فِي الْعُيُونِ الْحُبُّ أَكْبَرُ وَأَعْذَبُ

فَقُولِي، أَيَا سَارَةُ، بِرَبِّكِ هَلْ أَتَى

كَمِثْلِي مُحِبٌّ فِي غَرَامِكِ يُعْجَبُ

إِذَا كُنْتُ فِي بُعْدٍ فَإِنِّي مُقَرَّبٌ

لِذِكْرَاكِ قَلْبِي فِي الْبَعِيدِ يُقَرِّبُ

وَفِي قُرْبِكِ الْأَشْوَاقُ فَيْضٌ مُجَنَّحٌ

تُطِيرُ بِهِ رُوحِي إِلَيْكِ وَتُذْهِبُ

فَمَا لِي سِوَاكِ الْيَوْمَ مَلَكْتُ فُؤَادَهُ

وَلَا حُبَّ غَيْرَكِ فِي الْحَنَايَا يُغْلَبُ

يَا سَارَةَ الْقَلْبِ الَّذِي لَا يُغْلَبُ

فِي حُبِّكِ الْعَذْبِ الَّذِي لَا يُكْتَبُ

عَيْنَاكِ بَحْرَانِ اسْتَقَرَّ بِمَوْجِهِمَا

كُلُّ الْجَمَالِ فَصَارَ فِيهِ مُرَكَّبُ

وَالْخَصْرُ كَالْأَغْصَانِ يَرْقُصُ فِي الْهَوَى

وَالْمِسْكُ مِنْ نَفَحَاتِهِ يَتَطَيَّبُ

وَالشَّعْرُ مَوْجٌ أَسْوَدٌ فِي لَيْلِهِ

يَنْسَابُ حَتَّى صَارَ شَمْسًا تَلْعَبُ

يَا بَدْرَ دَجْلَةَ إِذْ تَجَلَّى نُورُهُ

تَحْتَ السَّمَاءِ فَكُلُّ قَلْبٍ يُعْجَبُ

إِنْ قُلْتِ لِي قُرْبًا فَقَلْبِيَ هَائِمٌ

يَجْرِي إِلَيْكِ كَمَا يَجُودُ الْمُذْنِبُ

وَإِذَا ابْتَعَدْتِ فَكَيْفَ يَهْنَأُ عَاشِقٌ

قَدْ ضَاعَ صَبْرُهُ وَالْمَدَى مُتَعَذِّبُ

يَا سَارَةَ الرُّوحِ الَّتِي لَا تُدْرَكُ

إِنِّي أُحِبُّكِ حُبَّ مَنْ لَا يَذْهَبُ

فِي كُلِّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِكِ أَلْمَحُ

سِرَّ الْحَيَاةِ وَكُلَّ قَلْبٍ مُتْعَبُ

إِنِّي وَصَفْتُكِ بِالْقَصَائِدِ كُلِّهَا

حَتَّى تَحَارَ الشِّعْرُ يَسْعَى يُطْلَبُ

لَا الْقَيْسُ قَبْلَكِ قَدْ نَجَا مِنْ عِشْقِهِ

وَلَا جُنُونِي فِي الْغَرَامِ مُؤَدَّبُ

وَصَفَّيْتُ دَمْعًا إِذْ ذَكَرْتُ مَحَاسِنًا

لَكِنَّهُ مِنْكِ النَّعِيمُ يُسْتَلَبُ

سَارَةُ يَا قَلْبًا لَنَا فِي حُبِّهِ

كُلُّ الْغَمَامِ تَسَاقَطَتْ لَا تَذْهَبُ

قَلْبِي يُنَادِيكِ كَأَنَّ صَوْتَهُ

نَايٌ يُغَنِّي فِي الْجَمَالِ وَيَطْرَبُ

وَإِذَا قَطَعْتِ الْوَصْلَ يَوْمًا إِنَّنِي

سَأَمُوتُ مَوْتَ الْوَالِهِ الْمُتَعَذِّبُ

قُومِي لِنَنْظُرَ فِي الْغُصُونِ كَمَا نَمَا

وَالْجَفْنُ يَسْكُنُ كُلَّ زَهْرٍ يُتْرَبُ

إِذْ نَلْتَقِي فِي الْحُبِّ نَحْلُمُ بِالْهَوَى

يَا مَنْ هُوَ الْمَأْمُولُ لِي وَالْمَطْلَبُ

فَهَيَّا لِقُرْبِكِ إِنَّنِي مَفْتُونٌ

بِكِ وَالْهَوَى فِي قَلْبِيَ الْمُتَغَلِّبُ

وَاخْضَرَّ فَصْلُ الْعُمْرِ حِينَ رَأَيْتُكِ

حَتَّى كَأَنَّ الشَّمْسَ تُهْدِيكِ الْمَذْهَبَ

يَا نَجْمَةَ الْعُشَّاقِ يَا سَارَةُ الَّتِي

فِي وَصْفِهَا كُلُّ الْقَصَائِدِ تُذْهِبُ

يَا سَارَةَ الْعَيْنَيْنِ، قُلْتُ بِوَصْفِهِمَا

إِنَّ الْجَمَالَ بِحُسْنِهِمْ مُتَطَيِّبُ

عَيْنَاكِ، يَا سِرَّ النَّهَارِ وَضَوْءَهُ

فِي سِحْرِهِمْ يَحْتَارُ قَلْبٌ مُرْهَبُ

كَالْمُزْنِ يَهْمِي حُبُّهُ فِي أُفْقِهِ

وَيُطْفِئُ النَّارَ الَّتِي لَا تُخْطَبُ

فِي زُرْقَتَيْهِمَا شُعَاعٌ كَامِلٌ

بَدْرٌ تَجَلَّى وَالْجَمَالُ مُهَذَّبُ

وَإِذَا النُّجُومُ أَتَتْ لِوَصْفِ نُورِهِمَا

غَارَتْ لِأَنَّ نُورَهَا لَا يُصْحَبُ

أَنْفَاسُكِ الْعِطْرِيَّةُ الْغَامِرَةُ

تَسْبِي النُّهَى، كَالْحُلْمِ يَحْلُو وَيَطْرُبُ

مِسْكٌ وَعَنْبَرٌ فَاحَتْ نَسَائِمُهُ

وَأَزْهَرَ الرَّوْضُ الَّذِي كَانَ يُجْدِبُ

أَمُرُّ قُرْبَكِ فَالرَّبِيعُ يُزَيِّنُ

أَنْفَاسَهُ وَالشَّوْقُ دَائِمٌ يُكْتَبُ

يَا سَارَةَ النَّسَمَاتِ فِي عِطْرِهَا

تَاهَ الزَّمَانُ وَكُلُّ قَلْبٍ يُجْذَبُ

وَإِذَا تَنَفَّسَ عِطْرُكِ الطُّهْرَانِ فِي

قَلْبِي أَرَاهُ كَالنَّبَاتِ يُكْسِبُ

قُرْبَكِ، يَا حُلْمَ الْوُجُودِ، كَأَنَّهُ

فَجْرٌ يُضِيءُ كُلَّ دَرْبٍ مُظْلِمٍ

أَخْفَيْتُ أَنْفَاسِي، فَسِحْرُكِ سَاكِنٌ

فِي كُلِّ نَبْضٍ يَسْتَقِرُّ وَيُعْجِبُ

وَإِذَا أَشَرْتِ لِيَ بِطَرْفِكِ مَرَّةً

أَحْيَيْتِ قَلْبًا بِالشَّوْقِ كَانَ يُعَذَّبُ

فَالْعَيْنُ بَابٌ لِلْحَيَاةِ، وَعِطْرُهَا

يُشْبِهُ سِرَّ الْخُلْدِ لَا يَتَحَرَّبُ

يَا زَهْرَةَ الرُّوحِ الَّتِي لَا تُوصَفُ

كُلُّ الْمَدَى لِحُسْنِكِ الْآنَ يُنْسَبُ

يَا سَارَةَ الشَّفَتَيْنِ، فِي لَفْظِهِمَا

سِحْرُ الْبَيَانِ، وَبِالرُّوَى يَتَطَرَّبُ

مَبْسَمُكِ الدُّرِّيُّ، كَالْبَدْرِ ازْدَهَى

بِالنُّورِ يَسْبِي كُلَّ قَلْبٍ مُعْجَبُ

وَإِذَا بَسَمْتِ، فَالنَّدَى يَتَوَقَّفُ

لِيُصْغِيَ لِلْحُسْنِ الَّذِي لَا يُكْتَبُ

ضَحَكَاتُكِ الْعَذْبَةُ، كَالْعِيدِ الَّذِي

تَهْوَى اللُّقَى فِيهِ النُّفُوسُ وَتَرْغَبُ

وَالشَّعْرُ يَنْسَابُ كَأَنَّهُ نَهَرٌ

يَجْرِي عَلَى الْكَتِفَيْنِ، لَا يَتَعَذَّبُ

مَوْجٌ أَسِيرُ حُرُوفِكِ فِي خُصَلٍ

تَتْلُو حِكَايَاتِ الْجَمَالِ وَتَكْتُبُ

أَمَّا الْبَسَمَاتُ، فَهِيَ دُرُّ عَقِيقَةٍ

تُهْدَى لِقَلْبٍ بِالْهَوَى يَتَطَلَّبُ

تَرْسُمُ عَلَى الْوَجْهِ الصَّبَاحَ كَأَنَّهُ

فَجْرٌ تَبَسَّمَ لِلسَّمَاءِ فَيَصْحَبُ

فِي شَفَتَيْكِ السُّكَّرُ الطُّهْرَانِ قَدْ

صَارَا شَرَابَ الرُّوحِ، يَحْلُو وَيُعْجِبُ

وَالشَّعْرُ، يَا مَجْدَ الْحُسَامِ، خُصُولُهُ

تَسْبِي الْوَرَى كَالْوَجْدِ لَا يَتَعَتَّبُ

إِذَا تَحَرَّكَ، قَالَتِ الرِّيحُ انْحَنِي

لِلشَّعْرِ إِنَّهُ بِالْجَمَالِ مُذَهَّبُ

فِي ضِحْكَتِكِ، يَحْتَفِي كُلُّ دَاخِلٍ

بِالنُّورِ يَسْبَحُ، وَالْقُلُوبُ تُلَبَّبُ

فَمْكِ الَّذِي لِلرُّوحِ صَارَ مَلَاذَهَا

مِفْتَاحُ قَلْبٍ بِالْهَوَى يَتَأَهَّبُ

يَا مَنْ سَكَنْتِ الْعَيْنَ، فِي حُسْنِهِمَا

وَبِسِحْرِ بَسْمَتِكِ الْقُلُوبُ تُسَلَّبُ

تَمْشِينَ، يَا بَدْرَ السَّمَاءِ، كَأَنَّمَا

نَجْمٌ تَرَاءَى فِي الدُّجَى يَتَقَلَّبُ

خَطْوَاتُكِ النَّغَمَاتُ فِي لَحْنِ الصَّبَا

تَسْبِي الْقُلُوبَ، وَبِالْجَمَالِ تُطَرِّبُ

يَتَمَوَّجُ الْأُفْقُ الْحَزِينُ بِبَهْجَةٍ

إِذَا سَعَيْتِ، وَكُلُّ دَرْبٍ يُرَحِّبُ

وَعَبِيرُكِ السِّحْرِيُّ يَسْبِقُ خَطْوَكِ

كَالطِّيبِ فَاحَ، وَبِالرُّوحِ يُعْجِبُ

تَتْرُكِينَ فِي الْأَرْوَاحِ أَثْرَكِ، إِنَّهُ

بَاقٍ كَمِسْكٍ فِي الصُّدُورِ مُهَذَّبُ

وَإِذَا أَشْرَقَ الْوَجْهُ فِي الصُّبْحِ مَرَّةً

غَارَتْ شُمُوسُ الصُّبْحِ، وَاللَّيْلُ غَيَّبُ

إِشْرَاقَةٌ، يَا زَهْرَةَ الْعُمْرِ، تَسْرِقُ

نَظْرَ الْعُيُونِ، وَكُلُّ حُزْنٍ يُغْلَبُ

يَزْهُو الْوُجُودُ إِذَا رَآكِ، كَأَنَّهُ

وَرْدٌ تَفَتَّحَ بِالضِّيَاءِ، وَيُعْشِبُ

وَحُسَامُ مَشْيَتِكِ الْجَمِيلِ يُنَشِّطُ

فِي كُلِّ دَرْبٍ حُلْمَ عَاشِقٍ يَرْقُبُ

يَا سَاحِرَةَ الْخَطْوَاتِ، كُلُّ خُطْوَةٍ

مِنْكِ الْبَيَانُ، وَكُلُّ نَبْضٍ يُعْجَبُ

وَإِذَا جَفَلَ الْوَجْدُ الْحَزِينُ بِغَفْلَةٍ

فَبِحُضُورِكِ كُلُّ وَجْدٍ يُرَتِّبُ

وَجْهُكِ، يَا مَنْ زَانَ أَيَّامَ الْهَوَى

نُورٌ يَزِينُ الدَّهْرَ، وَالْقَلْبُ يَذْهَبُ

إِنَّ الْوُجُودَ بِحُسْنِكِ يَتَفَاخَرُ

وَكُلُّ عِطْرٍ فِي الْهَوَى لَكِ يُنْسَبُ

كُلُّ الْأَمَاكِنِ تَحْتَفِي بِطُلُوعِكِ

وَالْعِطْرُ يُحْكِي عَنْكِ حِينَ تَقَرَّبُ

مَا زَالَ يَفْتِنُ بِالرُّؤَى حُسْنُ مَشْيَةٍ

وَكُلُّ طَيْفٍ بِالْجَمَالِ يُؤَيِّبُ

وَجْهُكِ بَدْرٌ فِي الظَّلَامِ يُشِبُّ

يَسْبِي الْقُلُوبَ، وَحُسْنُهُ لَا يُخْتَبُّ

قَدُّكِ مَيَّاسٌ كَغُصْنٍ نَاعِمٍ

يَمِيلُ فِي الْأَنْسَامِ حِينَ يَهُبُّ

وَعِطْرُكِ الْفَوَّاحُ سِرٌّ خَافِقٌ

فِي كُلِّ دَرْبٍ مِنْ أَرِيجِكِ يَصُبُّ

يَا مَنْ جَمَالُكِ قِصَّةٌ مِلْءَ الْهَوَى

فِي كُلِّ قَلْبٍ مِنْ هَوَاكِ يُكَبُّ

وَجْهُكِ شَمْسٌ لِلضِّيَاءِ مُبَارِكٌ

تُحْيِي الْمَكَانَ، وَبِالنَّوَارِ تَشُبُّ

قَدُّكِ الَّذِي فِي الرِّقَّةِ انْسَابَتْ لَهُ

كُلُّ الْعُيُونِ، وَبِالْجَمَالِ تَثُبُّ

وَعِطْرُكِ الْمِسْكِيُّ فِي كُلِّ الشَّذَى

يَفْضَحُ الْخَفِيَّ، وَبِالْحَنَانِ يُجِبُّ

مَا أَرْوَعَ الْوَجْهَ الْبَهِيَّ، وَرَوْنَقًا

يُشْبِهُ السَّحَابَ إِذَا عَلَى الْأَرْضِ صُبُّ

فَابْقَيْ كَمَا أَنْتِ الْمَلَاكَةُ حُسْنُهَا

بِالْحُبِّ يَفْنَى كُلُّ قَلْبٍ يَجُبُّ

قَدُّكِ وَوَجْهُكِ، وَالْعَبِيرُ الَّذِي بِهِ

يَفْتِنُ الْوُجُودَ، وَكُلُّ نَفْسٍ تَهَبُّ

أَهْدَابُ عَيْنَيْكِ السِّحَارِ كَمَا السُّحُبْ

تُغْرِي الْقُلُوبَ، وَفِتْنَةُ السِّحْرِ تَجُبُّ

وَجُفُونُكِ الْغَضَّةُ الْحَيَاةُ بِلَحْظِهَا

تَحْكِي حِكَايَاتٍ بِهَا النُّورُ يَثُبُّ

وَالْعَيْنُ تَجْلُو لِلْبَصَائِرِ رَوْعَةً

فِيهَا يَقُومُ السِّرُّ، وَالْحُبُّ يُكْتَبُ

وَعَسَلُ فَمِكِ الَّذِي مِنْ شَهْدِهِ

يَشْفِي الْجَرِيحَ، وَكُلَّ قَلْبٍ يُلَبُّ

وَبِسِحْرِ نَظْرَتِكِ الَّتِي لَا تُقْتَفَى

تُطْفِي الظَّمَا، وَتُشِعُّ نُورًا وَتُثْبُ

فَمَا الْجَمَالُ إِلَّا وَصْفُكِ يَا مُهْجَتِي

وَفِيكِ كُلُّ الْحُسْنِ بِالدُّرِّ يُنْسَبُ

يَا مَنْ أَهَابَتْ بِالْجَمَالِ أُفُقَهَا

وَصْفُكِ فِي كُلِّ الْقُلُوبِ مُسَطَّبُ

أَهْدَابُكِ السِّحْرُ الَّذِي لَا يَنْتَهِي

وَعُسَيْلُ فِيكِ، بِهِ الْحُبُّ يُجَبُّ

فَاخْتِمْتُ قَوْلِي وَالْكَلَامُ تَفَجَّرَتْ

أَنْهَارُهُ حُبًّا وَشِعْرِي يُنْسِبُ

كُلُّ الْحُرُوفِ تَقُولُ لَكِ مُتَمَنِّيًا

رِضْوَاكِ دَوْمًا فِي الْحَيَاةِ تُصَحِّبُ

يَا نَجْمَةً أَضْحَتْ بِقَلْبِي سَاطِعَةً

بِالنُّورِ يَزْهُو فِيكِ دَوْرٌ يُعْجِبُ

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

1136

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة