أُحِبُّكِ مِثْلَ كُلِّ الأَشْيَاءِ المَرْفُوضَةِ
كَصَرْخَةِ ثَائِرٍ يَرْفُضُ كُلَّ العَارِ،
أَوْ حُلْمِ مُنَاضِلٍ حُرٍّ،
يُقَاتِلُ بَيْنَ الأَحْجَارِ.
أُحِبُّكِ مِثْلَ الأَفْكَارِ المَدْسُوسَةِ،
أَوْ مِثْلَ رِوَايَةٍ أَسْطُرُهَا مَنْقُوصَ،
تُحَطِّمُ بَعْضَ الأَسْرَارِ،
أُحِبُّكِ رَغْمَ صُعُوبَةِ تِلْكَ الكَلِمَةِ،
وَرَغْمَ مِئَاتِ الأَخْطَارِ.
أُحِبُّكِ مِثْلَ قَصِيدَة،
بِمُفْرَدَاتٍ غَرِيبَةٍ،
مِثْلَ الأَشْيَاءِ الثَّوْرِيَّةِ،
لِشَاعِرٍ مَنْسِيٍّ،
بِصَحْرَاءٍ قَاحِلَةٍ عَرَبِيَّةٍ،
تُؤَرِّخُ لِحُرُوبٍ مَجْهُولَةٍ لَا تَنْتَهِي،
نَشِبَتْ لِأَسْبَابٍ مُضْحِكَةٍ عَبَثِيَّةٍ.
تَمُرُّ قُرُونٌ وَيَفْنَى الشَّاعِرُ،
وَتَنْتَهِي الأَسْبَابُ، وَتَتَلَاشَى الحُرُوب،
وَلَكِنَّ كَلِمَاتِهِ—مِثْلَكِ صَغِيرَتِي—
تَعشق الحُرِّيَّةَ
53
قصيدة