أقولُ ... :لمَ لا أرْحَلُ نَحوَ المَتاهِ؟مثقَــلاً بالشّــتَاءِغائِرًا فِي وَطنِ القصِيدِ
لذَلكَ قَالتْ لِي أمِّي:لا تَشرَبْ الحَليبَ مَعَ الأغبِيَاءِوأركَبْ شَمَالَ اللّيلِ ...وأشْرب وجْهَهَا ...مَا فَاتكَ ظلّ غَيرَ أنَّ الّذِي يَعترِيكَ ...هوَ اٌغتِرابُ المَنافِي فوقَ آخِر غيْمَةٍتشَظّتْ فِي حَانَةِ اللّـيلِ
حقّــا أنْتَ لا تَشتَهِي شَيئًاغَيرَ امرَأةٍ مُتوحّشَةٍ ....عِظامُ شَجَرَةٍ تُغيّرُ مَلابِسَهَالعُرسِكَ القادِمِوقَصَيدَةً بَلّلتْ شَعْرَ المَاءِ بالنّشيدِ
هَكذا حِينَ اٌفتَرقنَا كعِنَاقٍ....لذلكَ ليسَ لكَ يَا وَلدِي إلاّ أنْ تُغَازلَ جُرحَكَ ....لتقطِفَ دَهشةً مِنْ شَفتيْهَا
فاٌدخُلْ كيْ تَغسِلَ الشّمسُ وَجهَهَا بَينَ يَديْكَ ...وأشعِلْ بالشّوقِ فَحْمَ الحِكايَةِ ....واسْكنِ النّارَ حتّـى تَتَدفّأ القصِيدَةُعَلى ظِلّ العَنَاصِرِ
حتمًا سَوفَ يَسكنُ البَرقُ خِلسَةً فِنجَانَ قهوَتِهَالتُصبِحَ أنْتَ ....قامَةَ وَردٍ ...وحَانَةَ بُكاءٍ ...
وعِندَ آخِرِ خُيُوطِ الشّعرِتَوضَّـأ مِنْ مِلحِ شَفتيْهَاوضَعِ الغيَاب عَلى النّارِ ...كيْ تَشِيخَ الوَردَةُ مِنْ نَزيفِ عِطرِهَاوتتلصّصَ القصِيدَةُ عَلى أطرَافِ أصَابِعِيليَشُمَّ اللّيلُ رَائِحَةَ المَجَازِمُفرطًا فِي عَدِّ أنَامِلهِ
فـتـَتَعَطّشُ السَّـنَابِلُ للنّدَاءِوتبْقَى الحِكايَةوَشمًا عَلى كتِفِ الحَمَامِ...
تونس
poet-Fathi-Sassi@
29
قصيدة
0
متابعين
poet-nour-eddine-aziza@
poet-Mohammad Al-Aribi@