عِندَ شَوَاطِئِ الأحزَانِ ابْتَعِدْ،
سِرْ بِمُحَاذَاتِهَا مُغْتَرِبٍ،
إيَّاكَ أَنْ تَقْتَرِبَ أَوْ تَتَيَقَّنَ،
لَا أَظُنُّكَ مِنَ الأحزَانِ مُحَصَّنٌ،
اسْتَعِدَّ وَاهْرُبْ كَأَنَّكَ مُسْتَبِدٌّ.
سَتُدْرِكُ أَنَّ قَلْبَكَ يَنْشَطِرُ،
تَرَكْتَهُ بِلَا جِدَارٍ، بِلَا مَأْوًى،
وَكَأَنَّهُ فَارِسٌ مُنْتَصِرٌ،
مُزِّقَ قيدُهُ وَسْطَ غَابَةٍ مُظْلِمَةٍ،
يَهْرُولُ كَحِصَانٍ مُنْتَحِرٍ،
يَرْكُضُ بِلَا مَعْنًى
أَوْ وِجْهَةٍ لِلْوُصُولِ،
لِأَلْفِ عَامٍ أَوْ أَكْثَرَ،
كمُذْنَبٍ وَحِيدٍ مَجْهُولٍ،
لَا بَحْرٌ أَمَامَهُ، وَلَا عَدُوٌّ خَلْفَهُ.
أَلَمْ تَنْتَهِ؟
لَا تَشْفَى جِرَاحُ القَلْبِ،
فَقَطْ تَتَوَارَى بِمَكَانٍ مُظْلِمٍ،
تَنْمُو فِي صَمْتٍ،
تُهَاجِمُكَ بِقَسْوَةٍ،
بِوَجَعٍ مُؤْلِمٍ،
عِنْدَ أَوَّلِ صَوْتٍ، نَبْرَةٍ، ضِحْكَةٍ،
مَكَانٍ أَثِيرٍ،
وَالأَعْنَفُ، إِنْ كَانَتْ ذِكْرَى.
كَفَاكَ! تَقَهْقَرْ!
أَرْبِتْ عَلَى وَجْهِهِ،
وَاحْكُمْ لِجَامَهُ، وَاعْتَذِرْ.
أَنْذَرْتُكَ مِرَارًا،
وَلَكِنَّكَ اقْتَحَمْتَ،
وَبِقَلْبِكَ خَاطَرْتَ،
فَانْكَسَرَ.
لَمْلِمْ وَارْحَلْ،
اكْسِرْ أَقْلَامَكَ،
أَحْرِقْ أَحْلَامَكَ،
امْحُ كَلِمَاتِكَ،
وَحَاذِرْ أَنْ تَشْعُرَ.
53
قصيدة