قبل مولد الضوء ...
كنتُ أهيمُ في الشوارع
ألتمس طمأنينةً زائفة
حتى لمحتُ ذلك النور
نظرتُ بطرف عيني
لبقايا شرنقتي
وهرعتُ محلّقًا...
وجدتُ المشرِق
آلاف المرات
يلتهم الصباحُ ليلًا
ألمح بقايا الشرنقة
فأُغمض عينيّ
وأبتعدُ دون أن أتحقق
فجأة ...
دَوَّت أصواتُ الانفجار
مُزلزِلةً
ولكنّي لم أُدرِك
ولأول مرة
بعد خروجي من الشرنقة
بلا أجنحةٍ أُحلِّق
لم يعد هناك بقايا
ألتمس منها ذكرى
أو شيئ مُحقّق
عدتُ
لما قبل مولد الضوء
أهيمُ بتلك الضواحي ثانيةً
حتى بقايا الشرنقة
لم تَعُد هناك
عندما كنتُ أعبُر بها
دون أن أحدق
أهيمُ وبقايا الذكرى
تُثقِل كاهلي
لا شرنقة، لا مأمن
شوارعُ حتميّة
أركض بها مُمَزق
53
قصيدة