وكما العادة، عندَ الجدارِ وصلتُ،
أسفلَ حدودِهِ الممتدَّةِ،
ألفَ مرَّةٍ هُزِمتُ أو تراجعتُ،
كُنتُ أركُضُ قبلها لألفِ عامٍ،
بلا معنًى أو وِجهةٍ للوُصول،
كمُذَنَّبٍ وحيدٍ مَجهول،
لا بحرٌ أمامي، ولا عدوٌّ من خلفي،
أحسَبُني – للأسف – قد عَلِقتُ.
وعندما أدركتُ متاهتي، توقَّفتُ،
وعندَ جدارِ الهزائمِ العنيدِ، تذكَّرتُ،
كلَّ المعاركِ، وكلَّ الوجوهِ الزائفة.
نظرتُ يميني، ثمَّ يساري، وتردَّدتُ،
حتَّى المجازفةُ،
تخشى علَيَّ مِنَ المجازفة،
ترجوني أن أتمهَّلَ قليلًا
قبلَ تلكَ اللحظاتِ النَّازفة،
لكنَّ المرَّةَ، بقناعِ الفُرسانِ تلثَّمْتُ،
رفعتُ عينيَّ بشموخٍ، ونظرتُ،
لم يُجاوِزْ بعضَ الأمتارِ طولًا،
لم يَصِلْ لحدودِ السَّماءِ كما ظننتُ.
شدَدْتُ اللِّثامَ بقوَّةٍ،
سأقفزُ فوقَ الأحزانِ،
فوقَ الهزائمِ والخَيباتِ،
وسأكسِرُ ذاكَ الصَّمْت.
53
قصيدة