واللَّيْل إِذ اِدلهَم
وصارتْ بِه الأحْزان مَواكِب
طَافَت حَوْل عِيناكي
آلاف الأقْمار والْكواكب
وَالْقَمَرُ يَا حَبِيبَتِي
يَغَارُ دَوْمًا مِنْ شَمْسِ الشِّتَاء
لَكنه لَا يَغَارُ وَجْهَكِ،
فَكَيْفَ يَغَارُ الظَّمْآنُ مِنَ الْمَاء؟
وَالحُلْمُ، إِنْ كَانَ لِلْعَاشِقِينَ
وَطَنٌ وَأَمَان
فَفِي عَيْنَيْكِ أَرَانِي
مَلِكًا لِهَذَا الزَّمَان
وَالصُّبْح إِذْ أَقْبَلَ ضَاحِكًا
مِثْلَ خُيُولِ شُعَاعِ النُّور
تَظَلُّ إِشْرَاقَات ضَحَكَاتِكِ
أَجْمَلَ مَا أَنْجَبَتِ الْعُصُور
وَالْعَاشِقُ فِي بُحُورِ الْبُعَادِ
لَا يُبْغِي النَّجَاة
فَدُونَ أَرْضِ الْحَبِيبِ
لَا يَذْكُرُ الْمَرْسَاة
والْمحبُّ إِنَّ صَارَت
الأيَّام واللَّيالي حِصار
يُصْبِح غريبا
ماله غَيْر اَلحبِيب دِيار
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ فِي زِحَامِ السَّاعَاتِ
فَابْتَسَمْتُ ابْتِسَامَة حَنُون
فَبَدَوْتُ كَمَنْ أَصَابَهُ
شَيْءٌ مِنَ الْمَسِّ
أَوْ ضَرْبٌ مِنَ الْجُنُون
53
قصيدة