رابضٌ هنا منذ زمنٍ مرير،
أعانق الصمت كما يقولون،
فهو ملاذي الأخير.
أبحث عن أحدهم...
ذلك الذي له ظلٌ في الظلام،
يعاني الوحدة،
يصارع الحزن،
يقاتل أعتى الآلام.
أريده معذباً، محطماً، كسير،
أريده قد أنهى كل صراعاته وانهزم،
صارع نفسه آلاف المرات،
وظن أن الأمل سيشق يوما ظلماته المحيطة،
فإذا بالظلام يشقه نصفين
في الجولةٍ الأخيرةٍ، وهو يبتسم.
رابض أنا على أوتار الزمان،
أرى العالم بمنظور مغاير لما تعرفونه،
منظور لا يسعني وصفه لكم،
جاثمٌ على حواف أبعاد إدراككم ذاتها.
أنتظر — على الرغم من سخافة الانتظار —
فلا معنى للانتظار لدي...
ذلك المعذب،
لأنهي عذاباته بنفسي،
قلبه الممزق لي،
سأرحمه من صراعاته.
اقترب الوصول،
واقتربت لحظة الانتزاع...
انهض، فقد طال المكوث.
انهض يا نازع القلوب المنكسرة.
هيثم فتحي، شاعر وكاتب مصري من مواليد القاهرة. بكتب وبنشر كتاباتي على فيسبوك والمدونة. اهتمامي الرئيسي هو التعبير عن الواقع اللي بنعيشه وكتير من خبايا مشاعرنا من خلال الشعر. بفضل اللغة العربية