أتعرف حزن الأزهار
عند قدوم الليل؟
أو حزن خلايا النحل المغدورة؟
أو حزن بيوت النمل المهجورة؟
أو حزن يصيب فؤاد الخيل؟
 
أتعرف حزن الأعداد الفردية
بجوار علامة قسمة
يتبعها رقم اثنين؟
أو حزن يناور نمراً ضاري
يتفاوض مع ذئبين؟
أو حزن يفيض بروح الطائي
عند رحيل الضيف؟
أو حزن يناوش شخصاً شتوياً
عند قدوم الصيف؟
 
أتعرف حزن الريح،
أو حزن الألوان،
أو حزن الطيف؟
حزن الأشجار المقطوعة؟
حزن الأشعار الممنوعة،
تروي عن غضبة نمر جريح؟
حزن البلدان الشرقية،
ذات الأحلام المنسية؟
أحلام ذهبت للتاريخ،
تحكي عن حزن الأسوار
ونهاية ثورة ريح،
تحكي عن سيرة بطلٍ شعبي،
لا يملك غير البهجة،
حارب وحده جيش الأحزان،
ويحمل قلب جريح.
 
أتعرف حزن محارب
غلبته بعض دموع؟
أو حزن حبيبٍ راحل
بوداعٍ دون رجوع؟
أو حزن شعاع الشمس
قبل ميلاد الأرض؟
أو حزن يموج بصدر العابد
إن غادره الفرض؟
 
أتعرف حزن الأحجار،
حزن الأشجار،
أو حزن النار؟
أحزاناً تشبه أحزاني
لكن من خلف جدار؛
أحزاناً غير اعتيادية،
تبدو منسية، ليست مألوفة،
أحزاناً تكتب شعراً،
أحزاناً تصنع معزوفة.