عدد الابيات : 18
أَيَا سَارَةً، يَا مَنْ سَكَنْتِ شِغَافَ قَلْبِي
وَكُنْتِ نَجِيمَ اللَّيْلِ فِي دُنْيَا سَفَرِي
أَيَا نَبْعَ حُسْنٍ ارْتَوَى مِنْهُ الْمَدَى
وَكُنْتِ لِضَوْءِ الشَّمْسِ أَزْهَى مَصْدَرِ
لِقَاؤُكِ كَانَ الْحُلْمَ يُسْكِرُ مُهْجَتِي
كَأَنَّكِ جَنَّةُ رُوحِهَا مَاءُ الْكَوْثَرِ
رَأَيْتُكِ، فَانْطَفَأَتْ شُمُوعُ عَذَابِي
وَأَشْرَقَ فَجْرُ الْعُمْرِ فِي لَحْظَةِ النَّظَرِ
إِذَا مَا ابْتَسَمْتِ، أَزْهَرَتْ كُلُّ رُوحٍ
وَصَارَ الْهَوَى مَلِكًا عَلَى عَرْشِ الْقَمَرِ
كَأَنَّكِ سِرُّ الْكَوْنِ حِينَ تَجَلَّتِ
بِوَجْهِكِ آيَاتٌ مِنَ الْحُسْنِ مُبْهِرِ
أَيَا سَارَةَ الْعُشَّاقِ، صِدْقُكِ أَعْظَمٌ
مِنَ الشِّعْرِ، مِنْ كُلِّ قَصَائِدِ مُفَكِّرِ
تَمْلِكِينَ قَلْبِي لَا بِقَيْدٍ أَوْ أَسَى
وَلَكِنَّهَا الْحُرِّيَّةُ فِي حُبِّ الْمُقَدِّرِ
فَسُبْحَانَ مَنْ أَبْدَعَ سِحْرَكِ، سَارَةٌ
وَأَنْطَقَ فِي صَمْتِ اللِّقَاءِ لَظَى الْوَتَرِ
أُعِيدُ اللِّقَاءَ فِي خَيَالِي مِرَارًا
فَتَحْيَا حَكَايَا الْوَصْلِ كَالنَّجْمِ فِي سَفَرِ
إِذَا غِبْتِ، صَارَ الْعَالَمُ الْمُتَرَامِي
كَحَقْلٍ جَفَاهُ الْمَاءُ فِي عَصْفِ الْمَطَرِ
وَلَكِنْ إِذَا قُلْتِ اسْمِي يَا مَلَاكِي
تُزْهِرُ دُنْيَايَ، وَيَبْتَسِمُ الْقَدَرُ
سَارَةُ، أَيَا نَبْضَ الْحَيَاةِ بِعُمْقِهَا
وَأُغْنِيَةً مِنْ طِيبِ ذِكْرَى مُسْتَقَرِّ
سَأَجْعَلُ مِنْ حُبِّي لَكِ تَاجًا خَالِدًا
وَمِنْ عُمْرِيَ دَرْبًا يُضِيءُ لَكِ الْبَشَرِ
أَيَا مَنْ إِذَا لَامَسْتِ كَفَّيَّ يَنْبُضُ
قَلْبُ الزَّمَانِ بِالْحُبِّ، كَالْبَحْرِ الْمُزْمِرِ
أُعِيدُكِ نَجْمًا فِي السَّمَاءِ مَكَانَهُ
فَأَنْتِ لُحُونُ الْخُلْدِ، بَلْ كُلُّ مِشْعَرِ
لِقَاؤُكِ، يَا سَارَةُ، أَعْظَمُ مُعْجِزَةٍ
أَضَاءَتْ لِقَلْبِي مَدَى الدُّنْيَا بِمُخْتَصَرِ
فَإِنْ كَانَ فِي الْعُمْرِ نِهَايَةٌ يَوْمًا
فَحُبُّكِ فِي خَلْدِي بَاقٍ بِلَا عُذُرِ
1280
قصيدة