عدد الابيات : 16
يَا سَارَةَ الْحُبِّ، فِي عَيْنَيْكِ أَسْرَارُ
تَبُوحُ لِلْقَلْبِ إِذْ تَلْقَاكِ أَنْوَارُ
يَا كَوْكَبًا لَاحَ فِي دُنْيَايَ مُنْفَرِدًا
كَأَنَّ مَا خَلَقَ الرَّحْمَنُ بِحَارُ
فِي لَحْظِ عَيْنَيْكِ، أَسَرَتْنِي لِبَهْجَتِهِ
حَتَّى غَدَوْتُ أَسِيرًا مَا لَهُ ثَارُ
لَوْ أَنَّ جَفْنَكِ حَيًّا لَانْتَصَرْتُ بِهِ
كَسَيْفِ عَادِلٍ يَغْشَى بِهِ الدَّارُ
يَا أَجْمَلَ الطُّهْرِ فِي شَطْرَيْ حَيَاتِنَا
وَأَكْمَلَ الْحُسْنِ فِي الْإِشْرَاقِ أَطْهَارُ
مِنْكِ الْفُؤَادُ تَعَالَى يَسْتَقِي أَمَلًا
كَأَنَّهُ نَهْرُ طُهْرٍ مَاؤُهُ غَارُ
حَتَّى الطُّيُورُ إِذَا شَاهَدْتِكِ ابْتَهَجَتْ
وَشَدَّ عَزْفَ الْغِنَا أَوْتَارُهَا الطَّارُ
يَا سَارَةَ الْحُسْنِ، قُولِي مَا لِعَيْنَيْكِ؟
أَشُمُّ فِي صَمْتِهَا سِرًّا وَأَسْرَارُ
أَتَيْتُكِ الْيَوْمَ أَطْوِي الدَّرْبَ مُنْفَرِدًا
وَكُلُّ مَا أَمْلِكُ الْأَشْوَاقُ وَالْأَوْزَارُ
فَهَلْ لِقَلْبِي عَلَيْكِ الْيَوْمَ مَغْفِرَةٌ؟
كَمَا تُعَانِقُ فِي الْمِحَنِ الْأُمَمُ النَّارُ
إِنِّي تَسَامَيْتُ فِي حُبِّيكِ صَاعِدًا
وَأَجْمَلُ الْحُبِّ مَا يَخْتَارُهُ الْجَارُ
إِنَّ الْجَمَالَ لَكُمْ فِي الْوَصْفِ مُكْتَمِلٌ
كَأَنَّهُ مِنْ سَنَاءِ الْعَرْشِ مِسْطَارُ
يَا مَنْ تَهَادَتْ خُطَاهَا فَوْقَ غَيْمَتِهِ
وَأَزْهَرَتْ فِي الْمَدَى بِالْقَلْبِ أَزْهَارُ
كُنْتِ الْوَحِيدَةَ فِي الْأَحْلَامِ أَذْكُرُهَا
كَأَنَّهَا قُدِّسَتْ بِالْحُبِّ أَذْكَارُ
فَاقْبَلِي قَلْبِيَ الْعَاشِقَ لَا تُبْعِدِي
هَذَا الْفُؤَادَ، وَهَذَا الطُّهْرُ إِعْصَارُ
وَخِتَامُ قَوْلِي: سَرَاةَ النُّورِ أَنْتِ لِي
مَا زَالَ يَنْبِضُ فِي الْأَشْوَاقِ أَوْتَارُ
1280
قصيدة