عدد الابيات : 49

طباعة

سَارَتْ قُلُوبُ النَّاسِ خَلْفَ جَمَالِهَا

وَلَقَدْ كُنْتُ فِي سَرَابٍ لَا أَرَاهَا

حِينَ تَحْتَسِي عُيُونُهَا نُورَ السَّمَاءِ

أُمْسِكُ الشَّوْقَ فِي الْقَلْبِ انْتِظَارَهَا

سَقَطَتْ بَيْنَ يَدَيْهَا وَقُلْتُ "تَرَفُهَا"

فَمَنْ مِنَ الْقُلُوبِ غَيْرَ قَلْبِي أَمَامَهَا

وَحُبُّ سَارَةٍ طَيْفٌ لَا يُدَارِكُهُ

الْفَجْرُ أَوْ غَيْمٌ يُضِيءُ لِي طُرُقَهَا

عَشِقْتُ الزَّهْرَ فِي وَجْهِهَا وَسَارَتْ

جُمَانُ الْعُيُونِ الَّتِي تُغَنِّي بِهَا

أَيُّ لَيْلٍ تَحْتَسِي السَّمَاءُ حَدِيثَهَا

وَصَدَى اللَّيْلِ فِي فَمِهَا لَحْنٌ يَرْجِعُهَا

أَمَا رَأَيْتِكِ بَيْنَ قُدَمَيَّ الزَّمَانِ

يَا سَارَةُ! فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أُرْافُقُهَا

وَأَرَى الضَّوْءَ فِي عَيْنَيْكِ يَا حُسْنَهَا

فَإِذَا نَزَلَتْ فُجْرُ اللَّيْلِ زَهْرَتَهَا

وَفِي اللَّيْلِ حَيْثُ السَّرَابُ يَرْتَكِبُهُ

حُلْمٌ صَادِقٌ كَانَ لِيَ فِي يَدَيْهَا

يَا سَارَةُ! كَيْفَ كَانَ الْوَصْلُ بَيْنَنَا

كَانَ حُلْمًا بِجَفْنِ اللَّيْلِ يَحْتَفِي لَهَا

أَهِيمُ بِلَذَّةٍ تُصِيبُ حُسْنَهَا

وَتَغِيبُ بَيْنَ الرِّيَاحِ مِنْ خَلْفِهَا

قُلْ لِسَارَتِي عَنِ الْأَمَانِي أَنْ أَتَى

أَلْقَى الْقَلْبَ مَسْحُورًا حِينَ أَدَامَهَا

وَأَرَى فِي سُرُرِ الْأَيَّامِ مَدَى

حِينَ تَلْتَقِيهِ زَهْرَاءٌ وَسْطَ سَمَائِهَا

مُذْ تَوَالَيْتُهَا قُبَلًا فِتْنَةً

تُصَارِعُ النَّجْمَ عَلَى لَيْلِ مَدِّهَا

أُعَاتِبُ الزَّمَانَ عَنْ سَارَةِ هَذَا

وَمَا كَانَ الْوَصْلُ حُلْمًا بَلْ هَوَاهَا

طَيْفُ سَارَةٍ عَنْ فِكْرِي غَابَ عُمْرًا

فَكُلُّ أَنْفَاسِي عَلَى مَدَى عُمْرِهَا

أَهِيمُ بِعِشْقِ الْأَرْضِ فِي حُسْنِهَا

وَمَهْمَا جَسَّ الْقَلْبُ لَا يَنْفَصِلُ عَنْهَا

سَارَةُ قُدُمُ النَّجْمِ فِي لَيْلِ الْهَوَى

فَمَنْ لِي بِالْمُسَارَعَةِ فِي لُقْيَاهَا؟

إِذَا مَرَّتْ فَالشَّمْسُ تَكْتَسِي زُهُورًا

وَفِي مَرْآكِ زَهْرٌ يُزْهِرُ عِشْقَهَا

سَارَتْ قَلْبِي بَيْنَ الصَّبَاحِ وَآهِ

فَكَانَ الشَّوْقُ يُنِيرُ فِي صَدْرِهَا

وَفِي الْغُرُبَاتِ أَبْحَثُ بَيْنَ دُجًى

تُزْهِرُ فِي عُيُونِهَا أَحْلَامُ سَمَاهَا

كَأَنَّ الرُّوحَ تَسْتَشْعِرُ وَطْأَتَهَا

وَتَصِيرُ الْعُيُونُ بَيْنَ يَدَيْهَا

سَارَةُ... أَعِيشُ الْهَوَى فِي قَلْبٍ لَهَا

وَتُشْعِلُ النَّارَ حُبًّا فِي فَمِهَا

فِي جَبِينِهَا تَحْتَسِي الْمَدَى حُكْمًا

تُسِيءُ الْمَدَى وَلَا تَجُودُ عَنّْهَا

صَارَتْ لِشَعْرِي غَيْمًا تُلَفِّهِ

وَمُدَافِعٌ هُنَاكَ فِي فَمِهَا

أَدْنُو مِنَ السَّرَابِ فِيهِ خُطْوَتُهُ

وَفِي سَارَتِي لَيْلٌ يَبْكِي حُلْمَهَا

يَا سَارَةُ، أَنْتِ الْمَدَى فِي الْعَيْنِ

وَفَمُ الْحَيَاةِ كَأْسًا، مَذَاقُهَا

تَرَنَّمُ الْأَيَّامُ عَلَى سَمْعِنَا

وَتُغَنِّي السَّمَاءُ بَيْنَ يَدَاهَا

إِذَا كَانَتِ الْأَرْضُ تُسَرُّ بِعِشْقِهَا

فَكَيْفَ تَكْتَمِلُ فِي صَمْتِ فَاهَا؟

أَنْتِ الزَّهْرَاءُ فِي عُيُونِ الْحُسْنِ

وَرَاءَ سِتَارٍ مِنَ اللَّيْلِ غَابَهَا

أَمْوَاجُ الْبَحْرِ تُغَنِّي عُرْفَ عِطْرِهَا

وَصَدَى الْوَصْلِ يَهْتِفُ بَيْنَ وَصْلِهَا

وَفِي قَلْبِكِ رَاحَ الزَّمَانُ فِي هَدَأٍ

وَتَسَاقَطَ الْوَرْدُ يَا سَارَةُ جَادَهَا

لَنْ أَخْشَى غُيُومَ الزَّمَنِ فِي عَصْرٍ

أَنْتِ نُورٌ يَتَخَلَّصُ مِنْ ضَبَابِهَا

فِي عَيْنَيْكِ فِي الْمَبْسَمِ فَرْحَةٌ

وَأَرَى الْوَرْدَ فِي غُصْنِهِ قِيَامَهَا

سَارَةُ... فَدَتْكِ الرُّوحُ مِنَّا

وَتَشَجَّعَتْ نِبْرَتِي فِي آذَانِهَا

حُبِّي لَكِ أَضَاءَ الْمَسَاءَ نُورًا

وَالشَّوْقُ فِي الْقَلْبِ يَشْتَعِلُ حُبَّهَا

مَا زَالَ حُبُّكِ يَزْرَعُ الزَّمَانَ

فَكُلُّ بَيْتٍ فِيكِ غَرَامٌ وَذِكْرُهَا

وَفِي كُلِّ لَحْظَةٍ أَرَاهَا بِعَيْنِي

كُلُّ نَبْضَةٍ يَفُوحُ عَبِيرَ هَوَاهَا

سَارَةُ... أَحْتَاجُ إِلَيْهَا بَيْنَ شَفَتَيَّ

أُرْسِلُ النَّبْضَ مِنْ يَدَيْهَا حُلْمَهَا

هَلْ كَانَ الْوَصْلُ، حُلْمًا مِنْ سَارَةٍ؟

أَمْ هُوَ حُلْمٌ يَكْتُبُهُ سَحَابُهَا

الْآنَ صَارَتْ فِي الْغُيُومِ أُمُورُنَا

وَكُلُّ قَلْبٍ سَيُصْبِحُ لِعِشْقِهَا

إِلَى مَدَى بَعِيدٍ حُبُّ سَارَةٍ

وَالشَّوْقُ يَنْكَسِرُ فِي الْمَدَى زَرْفَهَا

إِذَا ضَاعَ الزَّمَانُ فِي تَهَيُّبٍ

فَأَنْتِ الْأَمَلُ الَّذِي قَلَّ حُلْمُهَا

مَاتَ مِنْ شَوْقِي لَيْلٌ سَارَتْ

سَارَةُ... مَا فِي الْحَيَاةِ سِوَاهَا

فَكُلُّ أَمَلِي هُوَ الْوَصْلُ سَارَةُ

أَنْ تَحْيَى بَيْنَ فِكْرِي وَفِي قَلْبِهَا

عَاهَدْتُ الزَّمَانَ يَا سَارَةُ وَفِي

قَلْبِي غَرَامٌ تَنَامُ فِي رَوْضِهَا

قَدْ تَسَاوَتِ الشُّهُورُ لِغَيْرِهَا

لَكِنَّ سَارَةً تُنِيرُ عَيْنَاهَا

أَوَدُّ لَوْ كُنْتِ فِي زَهْرِ الْعَالَمِ

وَقَلْبِي يَشْهَدُ الْوَرْدَ فِي ثَغْرَّهَا

وَفِي لَيْلٍ يُنَادِي الْقَلْبُ يَشُدُّهُ

لَكِ أَحَبُّهُ أَنْ يَرَاهَا بُعْدَهَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

1280

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة