عدد الابيات : 17
جَاهَدَ الْبَغْثُ إِذِ الْبَغْشَ تَخَيَّلَا
يَا زَمَانَ الْحُبِّ بِالْأَنْفُسِ
لَمْ يَكُنْ ضَمُّكَ إِلَّا شُهُبًا
يَتَبَايَنُ فِي ضَوْءِ الْأَشْمُسِ
أَيْنَ أَيَّامُ الْمُنَى فِي جِنَانَا
حَيْثُ كَانَ الْعِشْقُ كَالْأَقْدُسِ؟
عَانَقَتْ رِيحُ الصَّبَا أَنْفَاسَنَا
وَارْتَوَتْ بِالْوَصْلِ كَفَّافُ الْيَبَسِ
فِي رِيَاضٍ كُلَّمَا هَبَّ النَّدَى
ضَحِكَتْ أَزْهَارُهَا فِي الْأُنْسُسِ
وَغَفَا الْعَاصِي عَلَى أَمْوَاجِهِ
مُسْتَهَامًا فَوْقَ ضَوْءِ الْغَلَسِ
كَمْ سَقَانَا الدَّهْرُ كَأْسَ عِزِّنَا
فَتَعَانَقَ الْحُلْمُ بِالْأَلْمَاسِ
وَإِذَا الْبَدْرُ أَطَلَّ مُبْتَسِمًا
هَمَسَتْ الْأَنْجُمُ فِي الْأَجْرَسِ
أَيْنَ مَاضِينَا وَلَيَالِي سِحْرِنَا
كَانَ يَزْهُو فِي ذُرَى الْمَجْلِسِ؟
هَا هُوَ الصُّبْحُ أَتَى يَغْتَالَنَا
فَتَوَارَى السِّحْرُ فِي الْهَمَسَسِ
كَمْ تَمَنَّيْتُ زَمَانًا مَاضِيًا فَاتَنَا
كَانَ فِيهِ الْحُبُّ فِي الْأَعْرُسِ
فَإِذَا الْأَيَّامُ مَضَتْ لَمْ تَبْقَ لَنَا
غَيْرَ ذِكْرَى كَالضِّيَاءِ الْأَخْنَسِ
سَلْ ضِفَافَ النَّهْرِ عَنْ أَحْبَابِنَا
كَيْفَ كَانُوا فَرْحَةً بِالْأَحْسَسِ؟
سَلْقِينَ بَلَدِي وَأَحْبَابِي بِهَا
سَوْفَ تَبْقَى قَلْعَةَ الْمَدْرَسِ
يَا سُورِيَا أَنْتِ نُورٌ وِصَالِنَا
وَشُمُوخُ الْعِزِّ فِي التَّسْيِيسِ
لَمْ يَزَلْ مَجْدُكِ سَيْفًا صَارِمًا
كُلَّمَا لَاحَ الْأَسَى يَبْسُسِ
1280
قصيدة