عدد الابيات : 17

طباعة

يا أنتَ أنتَ، وكُلي منكَ مختزلُ

إلا مساوئَ طبعي عنكَ تعتزلُ

في كلِّ مرحلةٍ للتّيهِ كنتَ ندىً

وضّأتَ مجرى دَمي يا أيُّها الخضلُ

هيأتَ لي غيمكَ الأنقى يدرسُني

حتى أفولُكَ درسٌ أيّها الجبلُ

غادرتني، وأنا لاهٍ يراودُني

زيفُ السّنينَ، وعمري فيه يُكتهلُ

غادرتَ دنياكَ،والأنفاسُ ذاكرةٌ

في كلِّ زاويةٍ بالدّارِ تتصلُ

حتى بقاياكَ في ركنِ الصّلاةِ حَنَتْ

تشتاقُ منكَ سجودًا أيّها العَجِلُ

ما زالَ بستانُك المسقيُّ منكَ رضًا

والنّخلُ، والطّيرُ، والأطيانُ تبتهلُ

ما زلتُ أنهلُ من غيمِ الرّضا ودقًا

وأستنيرُ، وفي مسراكَ أرتحلُ

حتى مسالك نعليكَ التي رسمتْ

لنا الطّريقَ إلى العلياءِ أنتحلُ

يا أنت،أنتَ سحابٌ في مخيّلتي

باقٍ نداهُ، ويروي جذعيَ الظّللُ

مازلتُ أحضنُ بعضًا منكَ في ولدي

كلُّ الذراريِّ من أطباعك انتهلوا

مازلتُ أشربُ مما قلتَ لي حِكَمًا

تروي سجايايَ، والأذهانُ تكتحلُ

مازلتُ رغم اشتعالِ الشّيبِ تأسرُني

متى ذُكرتَ على الأشهادِ، أعتدِلُ

لا يأسفُ المرءُ في الدنيا على قدرٍ

من ماتَ ماتَ، فأخيارُ الورى رحلوا

بالأمسِ كانَ أبي يَرثي أباه هُنا

واليوم يرثى وأيامُ الورى دولُ

يا أوَّلَ العطرِ في أنفاسِ قافيتي

وأجودَ البرِ فيما صاغتْ الجملُ

أُهديكَ كلَّ شعورٍ جاشَ في خَلَدي

ودعوةً في أديمِ الليلِ تَشتعلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالرحمن عبدالحميد المدني

عبدالرحمن عبدالحميد المدني

12

قصيدة

شاعر من المدينة المنورة

المزيد عن عبدالرحمن عبدالحميد المدني

أضف شرح او معلومة