عدد الابيات : 21
أفتّشُ: لا جَدوى ولا غيمَ لاحَ لي
ولا نخْلةً مَدَّتْ ظلالًا لسائلِ
أفجّرُ نبرَ الصمت، أقتاتُ ملحَهُ
وهل يَسمعِ الغاوونَ صوتَ العنادل
برغمِ أسى الأيامِ هيأتُ مركبي
لأجتازَ بحرًا بينَ حقٍ وباطلِ
متاهاتُ أفواهٍ تعالتْ وأرعدتْ
تعكِّرُ صفوَ الروح إنْ لم تقاتلِ
على صوتِ مذياعٍ توسّدتُ مِعصمي
لأسمعَ (...)، _ما أقساهُ صوت القنابلِ
يؤرّقُني والنَّاسُ ما بينَ بينِهم
وبين المراسي عُصبةٌ من غوائلِ
تنفَّستُ ضوءَ الفجرِ، أيقنتُ كنهَهُ
فألقى بأثقالِ الورى فوق كاهلي
وأنأى عن الدُّنيا، فتأتي بأسرها
وتترُكُني للضَّيمِ عندَ النوازلِ
فقلتُ لها لمَّا استبدَّ جنونُها
ألم تسمعي يومًا نحيب الأناملِ؟
ألم تقرئي صوتَ المغيبِ بغُصَّتي
إذا اجتُرَّ من ذكرى صريرِ المقاصلِ
تعجَّبتُ من أهل القرى كيفَ هيأوا
سبيلاً لمن يهوى اجتثاثَ الخمائلِ!
فوجَّهتُ حرفي صوبَ بابِ نبوءةٍ
يؤرّخُ في ذكرايَ أبوابَ بابلِ
ووثقْتُ في دنيايَ ستّينَ رحلةً
يدوْزِنُها بالحبِّ عزفُ البلابلِ
سأنبيكَ كيفَ النّايُ ينداحُ عطرُهُ
ويشدو بأنغام الرعاة الأوائل
تحايلتُ، لم أكْتبْ على النّصِ وجِهتي
ولا وجهةً للنّصِ دونَ تحايلِ
لأرشُفَ طعمَ التّوتِ من تمرِ عُزلتي
وأهمسُ للزيتونِ: جُرحُكَ قاتلي
نداءاتُ حرفي أيقظتْ نزفَ خاطري
وباتَ شراعي يمتطي ريحَ نابلي
وأدركتُ مالا يُدركُ النّاسُ في الرّؤى
ومازلتُ في مجدي ونجد الأصائلِ
أدوزنُ عزفَ الآهِ في كل صيحةٍ
فيرنو لها المختالُ وابنُ الفضائلِ
ذخيرةُ أيامي دلائلُ قِبلتي
فما همَّني في الشّعرِ لومةُ عاذلِ
12
قصيدة