عدد الابيات : 16
من حيثُ لا تدري النسائمُ جئتُ لَكْ
ونسجتُ من سحرِ الغمامةِ منزلَكْ
وقطعتُ وصلي بالأنامِ، وأرتجي
وصلًا إليكَ لأنَّ قلبي فضَّلَكْ
ضجرًا من الكوخِ القديمِ هجرتَهُ
ففرشتُ من ريشِ النّعامةِ معزلَكْ
يا ويح قلبي إن ظننتَ حنينَهُ
أهداكَ بالتّحنانِ بوحًا كبَّلَكْ
أو أنّ وجداني الذي رصّعْتُهُ
بروايةِ العشقِ القديمةِ سلسلَكْ
ما قلتَ سوءًا في الأنامِ ولم نقلْ
لكنّ حمّالَ النميمةِ قوَّلَكْ!
والمُترفونَ تفاخروا بنعيمهمْ
لكنَّهم ذَهلوا بحرفٍ زمَّلَكْ
جفَّت سنابلُهُم وماتَ حصادُهم
فسقيتَ من ريقِ السحابةِ سُنبُلَك
كلُّ الأنامِ على الترابِ مسيرُهُم
إلاكَ، كالأنسامِ تسبحُ في الفَلَكْ
ثُلثانِ حسنُ الناسِ فيما بينهم
يتقاسمون وأنتَ أنتَ ... الثّلثُ لَكْ
والأبجديةُ تَرْتَجي منكَ
اكتمالَ حروفِها واللثغُ فيها جمَّلَكْ
تلكَ الحروفُ تنافستْ برنينِها
صبوًا إليكَ وفازَ حرفٌ قبَّلَك
عذبُ الصفاتِ تطوفُ حولَك ترتجي
مَيلًا لها والغنجُ مال فميّلَكْ
في ثغرك التوتيّ ثورةُ لؤلؤٍ
والشّهدُ خالطَ وجنتيكَ فعسَّلَكْ
حشدٌ من الكلماتِ صاغوا للنَّدى
أنشودةً نزفتْ بسحرٍ دلَّلَك
سبحانَ من سوّاكَ لحنًا مُترفًا
سبحانَ ربي جادَ فيكَ وكمَّلَك
12
قصيدة