الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » نبضات الحب على عتبات الموت

عدد الابيات : 98

طباعة

سَارَةُ، يَا مَنْ بِهَا الْأَحْلَامُ تَتْعَطَّرُ

وَيَشْتَهِي الْعُمْرُ، لَكِنَّ الْقَضَاءَ أَمَرُ

يَا بَلْسَمَ الرُّوحِ، كَمْ أَرْجُوكِ تَنْقُذُنِي

وَالْمَوْتُ فِي حَلْقِيَ الْمَشْؤُومِ يَسْتَعِرُ

قَدْ شَابَتِ الرُّوحُ فِي أَعْمَاقِ أُمْنِيَتِي

وَصَارَ فِي صَدْرِيَ الْأَحْلَامُ تَنْحَدِرُ

كَيْفَ الْوَدَاعُ؟ وَفِي الْأَحْشَاءِ مَسْكَنُكِ

وَفِي حَنَايَا مُهْجَتِيَ شَوْقٌ لَا يُغَادِرُ

أَرْسَلْتُ صَوْتِي إِلَيْكِ، النَّبْضُ يَخْذُلُنِي

وَصَارَ حُلْمِي كَمَا الْأَطْيَافُ تَنْتَدِرُ

أُدْنُو لِعَيْنِكِ، كَيْفَ الدَّمْعُ يُبْصِرُنِي

وَهَمْسٌ فِي سِحْرِ حَلْقِ أَيَّامِيَ تَسْتَنِرُ

لَا تَحْزَنِي إِنْ تَمَادَتْ فِيَّ غَفْلَتُهُ

هَذَا الْمَصِيرُ وَكُلُّ النَّاسِ تُبَرّْرُ

سَارَةُ، يَا حُلْمَ قَلْبٍ فِيهِ مَقْبَرَةٌ

وَفِيهِ دَرْبُ الْهَوَى بِالْحُبِّ يُبَشْرُ

قَدْ كُنْتُ أَحْمِلُ فِي أَحْشَائِهِ زَهَرًا

وَالزَّهْرُ مَاتَ، فَلَا أَرْضٌ وَلَا مَطَرُ

أَبْكِي كَمَنْ يَبْكِي الْأَيَّامَ مُنْكَسِرًا

وَالدَّهْرُ يَقْتَاتُ بِأَحْلَامِ مَنْ عُذِرُوا

كَمْ فِي الْفُؤَادِ أَحَادِيثٌ أُرَتِّبُهَا

وَالصَّدْرُ يُثْقِلُهُ الْأَحْزَانُ وَالصُّوَرُ

لَا تَحْسَبِي أَنَّ لِلْأَحْزَانِ نَافِذَةً

فَكُلُّ أَبْوَابِ قَلْبِيَ الْيَوْمَ تَنْكَسِرُ

أَبْكِيكِ فِي حَضْرَةِ الْأَشْوَاقِ، مُغْتَرِبًا

وَفِي دُجَى قَبْرِيَ الْأَحْزَانُ تَنْتَثِرُ

قَدْ صَارَ فِي صَدْرِيَ الْمَوْتُ يَزْحَمُنِي

وَالرُّوحُ تَشْتَاقُ، لَكِ الْقَلْبُ يَفْتَتِرُ

إِذْ حَلَّتْ بِأَضْلُعِيَ الْأَوْجَاعُ تَعْصِرُنِي

وَبَاتَتِ الرُّوحُ بَيْنَ رُبَا الظِّلِّ تَدَّهْوَرُ

يَا مَنْ جَمَعْتُ لَكِ الْأَحْلَامَ مُنْتَظِرًا

وَصَارَ دَرْبِيَ فِي كَفِّ الْمَوْتِ يَنْحَسِرُ

كَمْ صَارَ فِي خَافِقِي دَمْعٌ أُكَابِدُهُ

وَالدَّمْعُ فِي سَاحَةِ الْمَنْفَى يَنْهَمِرُ

كَمْ حَارَبَتْنِي ظُلُومُ اللَّيْلِ مُدْلَهِمًّا

وَأَنْتِ فِي حُلْمِ عَيْنِي نُورُهُ الْقَمَرُ

قَدْ كُنْتُ أَحْلِفُ أَنْ أَحْيَا لِرُؤْيَتِكِ

وَصَارَ حَلْفِيَ لِصَدَى الْأَيَّامِ يَنْدَثِرُ

يَا مَنْ أَضَعْتُ عَلَيْهَا عُمْرِيَ الْأَوَّلَ

وَكُنْتُ أَجْمَعُ فِي حُبِّكِ الدُّرَرُ

الرِّيحُ تَحْمِلُ أَشْلَاءَ الْهَوَى لِيَدِي

وَالدَّمْعُ يَسْقُطُ مِنْ عَيْنِي كَمَا الْمَطَرُ

كَيْفَ النِّهَايَةُ فِي حُبٍّ كَبَحْرِهِمَا؟

يَا مَنْ بِرُوحِي لَكِ الْأَحْلَامُ تَسْتَمِرُ

قَدْ صِرْتُ مِثْلَ طَلَالٍ كَانَ مَسْكَنُهُ

رَوْضًا، وَصَارَتْ عَلَيْهِ النَّارُ تَحْتَمِرُ

سَارَةُ، يَا نَبْضَ أَيَّامِي وَمِحْنَتِهَا

قَدْ صَارَ حُلْمِيَ فِي لُقْيَاكِ يُبْصِرُ

سَارَةُ، يَا رُوحَ أَيَّامِي وَقِبْلَتَهَا

نِيرَانُ شَوْقِيَ فِي الْأَحْلَامِ تَهْتَدِرُ

كُلُّ الْحُرُوفِ تَهَاوَتْ فِي فَمِي وَهَوَى

صَوْتِي، فَكَانَ لِوَدْعِ الرُّوحِ مُتَغَفْرُ

يَا مَنْ نَثَرْتُ عَلَيْهَا عُمْرِيَ أَزْمِنَةً

وَصَارَ فِي نَفْسِيَ الْأَحْلَامُ تَنْحَسِرُ

قَدْ صَارَ دَرْبِيَ أَشْلَاءً أُكَابِدُهُ

وَالرُّوحُ تَحْمِلُهَا أَحْزَانُ مَنْ عَبَرُوا

أَبْكِيكِ، وَالْمَوْتُ يَدْنُو فِي خَطَايَايَ

وَالدَّهْرُ فِي قَدَرِي كَالسَّيْفِ يَحْتَضِرُ

لَا تَبْكِيَنَّ عَلَى قَلْبٍ كَمَا رَجُلٍ

كَانَ الْوَدَاعُ لَهُ أَشْهَى مِمَّا أَمَرُوا

يَا مَنْ أَرَى فِي لِقَائِكِ جَنَّةَ الْأَزَلِ

هَلْ مِنْ نِدَاءٍ إِلَى رُوحِي لَهُ أَثَرُ؟

هَلْ أُبْصِرُ الْفِرْدَوْسَ فِي لُقْيَاكِ يَا أَمَلِي

هَلْ مِنْ رَجَاءٍ بِأَنْ أَحْيَا وَأَفْتَخِرُ

إِنْ كُنْتِ تَسْأَلُنِي، فَالرُّوحُ فِي غَسَقٍ

وَالنَّفْسُ مِنْ جُرْحِ هَذَا الْحُبِّ تَتَكَدَّرُ

إِنْ كَانَ فِي الْمَوْتِ أَحْيَاءٌ، فَإِنَّنِي

مِنْ حُبِّكِ الْيَوْمَ فِي أَرْضِ الْهَوَى أَسِرُ

لَا تَبْكِيَنَّ عَلَى أَحْلَامِنَا وَهْمًا

فَكُلُّ دَرْبٍ إِلَى رُوحِ الْهَوَى قَدَرُ

هَذَا وِدَاعِي، فَلَا دَمْعٌ يُرَافِقُنِي

إِلَّا النُّجُومُ الَّتِي فِي اللَّيْلِ تَتَنَوَّرُ

هَلْ يَشْفَعُ الْقَبْرُ إِنْ كَانَ الْهَوَى مَلِكًا

وَأَنْتِ فِي عَرْشِ أَحْلَامِي لَهُ زَمَرُ؟

سَارَةُ، يَا رُوحَ قَلْبٍ فِيهِ مَقْدِرَةٌ

أَنْ يَسْتَحِلَّ بِهِ كُلُّ الْوُجُودِ أَثَرُ

إِنَّ الْوِدَاعَ لَهُ نَبْضُ قَلْبٍ أُكَابِدُهُ

وَالرُّوحُ تَمْنَحُهُ حُبًّا لِمَنْ غَفَرُوا

فَيَا مَنِ اجْتَازَ فِي دَرْبِ الْهَوَى مَلِكًا

لَكِ الْخُلُودُ، وَأَنَّى مِنْهُ أَحْتَضِرُ

لَيْلَى لِقَاءٍ بِهِ الْأَحْلَامُ قَدْ زَهَرَتْ

وَالنَّجْمُ فِي أُفُقِ الْمَحْبُوبِ يَزْدَهِرُ

قَدْ كُنْتِ فِي لَيْلَتِي نُورَ السَّمَاءِ، وَمَا

يُجْلِي ظَلَامَ حَزِينٍ فِيهِ يَنْكَدِرُ

تِلْكَ الْعُيُونُ الَّتِي أَحْيَتْ بِلَمْحَتِهَا

قَلْبًا يُقَاوِمُ طُغْيَانَ الْأَسَى، صَبِرُوا

هَلْ تَذْكُرِينَ أَيَّامًا كُنْتِ مُلْهَمَتِي

وَكُنْتُ أَكْتُبُ فِي وَجْهِكِ مَا ظَهَرُوا؟

يَا مَنْ نَثَرْتِ عَلَى الْأَحْلَامِ أَجْمَلَهَا

وَكُنْتِ مِثْلَ زُهُورِ الْوَادِي تَنْثَبِرُ

تِلْكَ اللَّيَالِي الَّتِي لَمْ تَرْحَمِي نَهْرِي

وَصَارَ دَرْبِي كَسَيْلٍ مِنْ دُمُوعِ جَرَوْا

يَا لَيْتَ ذَاكَ الزَّمَانَ الْمُرَّ يَرْجِعُنَا

لِيَوْمِ أَوَّلِ عِشْقٍ فِيهِ أَغْصَانٌ نَزْدَهِرُ

قَدْ كَانَ فِي لِقَائِنَا عِطْرُ الرَّبِيعِ، وَمَا

زَالَتْ رِيَاحُهُ فِي أَنْفَاسِنَا تَتْعَطَّرُ

وَالنَّفْسُ تَسْأَلُ أَيَّامَ الْوِصَالِ، فَهَلْ

يَرْجِعْنَ يَوْمًا، أَمَا تِلْكَ الْمُنَى قُبِرُوا؟

كَمْ قَبَّلَتْ شَفَتَايَ الرِّيحَ مُنْتَظِرًا

أَنْ تَحْمِلَ الرِّيحُ مِنْ صَوْتِكِ الْخَبَرُ

لَكِنَّهَا الذِّكْرَيَاتُ الْيَوْمَ تَقْتُلُنِي

وَتَرْسِمُ الْجُرْحَ فِي الْأَحْشَاءِ يَهْتَدِرُ

يَا لَيْتَ قَلْبِيَ يُنْجِيهِ الْبَقَاءُ، وَمَا

تَرْجُوهُ نَفْسٌ بِغَيْرِ اللَّهِ يُنْتَصَرُ

يَا سَارَةَ الْعُمْرِ، مَا لِلْعُمْرِ بَعْدَكِ مِنْ

أَلَمٍ، وَإِنْ رَاقَتِ الْأَيَّامُ وَازْدَهَرُوا

قَدْ كَانَ قُرْبُكِ لِلْأَحْزَانِ مَهْرَبَنَا

وَالْيَوْمَ أَصْبَحَ دَمْعُ الْعَيْنِ يَنْهَمِرُ

مَا زِلْتُ أَسْأَلُ لَيْلَ الْمَوْتِ: مَا خَطْبِي؟

هَلْ جَاءَ مِنْ حُزْنِهِ الْمَكْتُوبِ يَعْتَذِرُ؟

كَمْ قِيلَ: إِنَّ الْمَنَايَا قَدْ تُوَدِّعُنَا

لَكِنَّهَا تَبْتَسِمُ حِينًا وَتَنْتَظِرُ

وَالْيَوْمَ أَعْرِفُ أَنَّ الْحُبَّ أَجْمَلُهُ

وَأَنَّ مَا كَانَ فِي الْأَحْلَامِ يَتَبَعْثَرُ

إِنِّي أُوَدِّعُ فِي جَمَالِ عَيْنَيْكِ دُنْيَتِي

وَأَرْتَقِي لِرَوْعَةِ سَمَاءٍ حُبُّهَا قَمَرُ

لَوْ كَانَ لِلْجَسَدِ الْمَحْمُولِ أَجْنِحَةٌ

لَعَادَ لِلْعُمْرِ يَشْكُو مَا الَّذِي غَدَرُوا

يَا رَاحِلَةً عَنْ قَلْبِي، قُلْتِ لِي أَبَدًا:

"إِنَّا سَنَبْقَى وَمَا أَوْفَى الْهَوَى بَشَرُ"

فَمَا الْهَوَى غَيْرُ دَمْعٍ فِي النَّوَى وَجَعٍ

وَغَيْرُ قَلْبٍ بِهِ نِيرَانُ عِشْقِهِ سُعُرُ

لَوْ كَانَ يَمْلِكُ هَذَا الْجَسْدُ قِبْلَتَهُ

لَمْ تُفَرِّقِ الرُّوحُ مِنْ أَحْبَابِهَا زُمَرُ

أَصْبَحْتُ أَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ مُنْكَسِرًا

كَأَنَّنِي ظِلُّ أَشْجَارٍ بِهِ انْكَسَرُوا

هَذَا الْفِرَاقُ أَتَى كَالْغَيْثِ مُبْتَدِرًا

لَكِنَّ فِي غَيْثِ أَقْدَارِ حُبِّهِ سَمٌّ يُقَدِّرُ

يَا سَارَةَ الرُّوحِ، مَا لِلْعَيْنِ تَحْتَضِرُ؟

وَمَا لِنَبْضِي كَشَمْعٍ فِي الدُّجَى يَذُرُ؟

هَذَا الْفِرَاقُ الَّذِي أَرْجُوهُ وِصَالَهُ

لَكِنَّهُ كَالسَّيْفِ فِي أَعْمَاقِنَا غَدَرُوا

كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى نَجْوَى تُعِيدُنِي

لِيَوْمِنَا الْأَوَّلِ الَّذِي فِيهِ كُنَّا نَضِرُّ؟

قَدْ كَانَ صَوْتُكِ كَالْأَجْرَاسِ تَعْزِفُهُ

رِيَاحُ صَبْحٍ، وَقَلْبِي كَانَ يَفْتَخِرُ

لَكِنَّنِي الْيَوْمَ فِي أَسْرِ الْوَحِيدِ، وَمَا

لِلنَّفْسِ بَعْدَكِ يَا سَارَةُ مُسْتَقَرُّ

هَلْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ أَنَّ الرُّوحَ بَائِسَةٌ

إِذَا تَرَكْتِنِي، وَفِي عَيْنَيَّ تَتَكَاسَِرُ؟

لَمْ يَبْقَ لِي غَيْرُ أَطْيَافٍ أُنَاجِيهَا

فِي لَيْلِ قَبْرٍ بِهِ الْأَحْلَامُ تَنْدَثِرُ

يَا لَحْنَ عُمْرِي، أَمَا تَسْمَعِينَ بُكَايَ؟

أَمْ قَدْ صَرَخْتُ، وَفِي الصَّرَخَاتِ مُسْتَتِرُ؟

أَحْتَاجُ حُضْنَكِ فِي هَذَا الْمَمَاتِ، فَهَلْ

تَأْتِينَ لِلرُّوحِ؟ أَمْ فِي الْبُعْدِ تَتَعَذِرُ؟

هَذَا جَسَدِي يَنْحَنِي لِلْأَرْضِ مُنْكَسِرًا

وَفِي حُطَامِي شُهُودُ الْحُزْنِ تَحْتَضِرُ

يَا مَنْ رَسَمْتِ عَلَى أَحْلَامِيَ الْأَمَلَ

لَكِنَّنِي الْيَوْمَ فِي حُزْنِ أَشْجَانِهِ أَسِرُ

إِنْ غِبْتِ عَنِّي، فَمَنْ يُسْنِدُ خُطَايَ إِذَا

مَالَتْ بِأَضْلُعِهِ الْأَحْزَانُ تَسْتَعِرُ؟

يَا رَبَّ قَدْ جِئْتُكَ الرُّوحُ الْآنَ تَفْتَكِرُ

وَفِي دُعَائِي صَدَى الْأَحْلَامِ يَخْتَمِرُ

إِنِّي أُرِيدُ لَهَا عُمْرًا طَوِيلًا مُزْهِرًا

فَاحْفَظْهَا يَا مَنْ لَهُ فِي الْقَلْبِ مُقْتَدِرُ

إِنِّي وَدَّعْتُهَا، وَالدَّمْعُ يَحْمِلُنِي،

إِلَى جِنَانِ الْخُلُودِ، الْحُزْنُ يَنْقَبِرُ

لَكِنَّهَا فِي دُعَائِي بَعْدَ رَحْلَتِي

تَبْقَى كَنَجْمٍ عَلَى الْآفَاقِ تَزْدَهِرُ

إِنْ غَابَتِ الرُّوحُ عَنْهَا، لَمْ تَغِبْ يَدِي

وَفِي ظِلَالِهَا جِنَانٌ لِلْحُبِّ مُسْتَقَرُّ

يَا سَارَةَ الْقَلْبِ، إِنْ غِبْتُ، احْفَظِي عَهْدِي

وَكُونِي فِي ذِكْرَايَ مَنْ تَفْتَحُ الزُّهُرُ

لَا تَجْزَعِي، إِنَّ فِي الدُّنْيَا مُفَارَقَةً

لَكِنَّهَا لِلْقُلُوبِ الْعَاشِقَةِ قَدَرُ

وَاصْنَعِي مِنْ دُمُوعِي نَهْرَ بَسْمَتِكِ

لِيَسْتَمِرَّ الْهَوَى فِي عَيْنِكِ الثَّمِرُ

إِنِّي وَصَّيْتُ قَلْبًا كَانَ مَأْوَايَ

فَكُونِي لِلْحُبِّ مَا كَانَتْ لَهُ الْقُدُرُ

إِنْ أَطْفَأَ الْمَوْتُ نُورَ النَّبْضِ فِي دَمِي

فَحُبُّكِ النُّورُ فِي أَشْلَائِي يَسْتَطِرُ

يَا مَنْ أَحَبَّتْنِي رُوحًا بِلَا أَمَلٍ

وَكَانَتِ الْحُلْمَ فِي أَيَّامِنَا الْغُرُرُ

لَا تَتْرُكِي بَيْنَ أَضْلَاعِكِ أَوْجُعًا

فَالدَّهْرُ يُشْفِي، وَمِنْ آثَارِهِ الْعِبَرُ

قَدْ جَاءَ يَوْمِي، وَفِي أَجْفَانِهِ قَدَرُ

وَالْقَلْبُ يُسْلِمُ لِلرَّحْمَنِ يَا سَفَرُ

سَارَةُ، يَا حُلْمَ أَيَّامِي الَّذِي بَقِيَتْ

مِنْهُ الذِّكَرَى، وَفِي الْأَحْشَاءِ تَنْصَهِرُ

إِنِّي أَرَى فِي رُؤَى الرَّحْمَنِ مَغْفِرَةً

تَجْلُو الظُّلُومَاتِ، فَالنُّورُ الَّذِي قُدِرُوا

لَا تَبْكِي يَا حُبَّ عُمْرِي، فَاللِّقَاءُ غَدًا

عِنْدَ الرَّحِيمِ الَّذِي أَوْفَى وَقَدْ غَفَرُوا

إِنَّا نُفَارِقُ، وَلَكِنْ رُوحِي لَا تَمُوتُ هُنَا

بَلْ نَحْتَسِي مِنْ رَحِيقِ الْخُلْدِ نَتَطَهَّرُ

وَاصْنَعِي مِنْ بَسَمَاتِ الْحُبِّ أَوْطَانًا

يَسْكُنُ الْحُلْمُ فِيهَا، وَالْهَوَى أَثَرُ

إِنْ غَابَ صَوْتِي، فَفِي الْأَرْضِ لِي صَدًى

وَفِي رُوحِكِ مَا خَطَّ الزَّمَانُ سَرُ

سَارَةُ، إِنْ أَغْمَضَتْ عَيْنِي مَوَاعِدَهَا

فَإِنَّنِي فِي دُعَائِي لَكِ مُنْتَظِرُ

قَدْ كَانَ قَلْبُكِ بَيْتِي، وَالْحَنَانُ لَهُ

وَالْآنَ بَيْتِي فِي الرَّحْمَنِ مُتَشَجِّرُ

فَاحْفَظِي عَهْدَنَا، إِنَّ الْحَيَاةَ لَهَا

يَوْمٌ يُقَاسِي، وَيَوْمٌ يَفْرَحُ الْقَدَرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

1280

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة