عدد الابيات : 29

طباعة

 

 

لا يصنعُ الفَرق إلا كل أسطورةْ

والشعر يبحث عن فكرٍ وعن صورةْ

والبيت وزن وتصوير وأخيلة

ولستُ أهمل في الإنشاد ديكورَهْ

وسَكرة الشعر في تجديد مبتكر

فالشعر يفعل ما لا تفعل البِيرةْ

يطيش عند سماع الشعر أعقلهم

من غير خمرٍ تخال الناس مخمورةْ

وأجملُ الشعر ما تلقى له أثرا

وكل أبياته في النفس محفورةْ

وإنْ سألتَ عن الرّوادِ قلت همُ

مَن يحسن الفتح للمعنى وتسكيرهْ

أشدت شعري وأبياتي مهذبة

وكلّ بيتٍ لبيتٍ يحسنُ الجيرةْ

قصائدي كحسان الحيِّ في نظري

بعض القصائد رغم الحسن مغرورةْ

صنعت للشعر آفاقا محلقة

لكنْ هناك حدودٌ جِدّ محظورةْ

أجِلّ أحمدَ من خطّ العروض لنا

أعني الخليل الذي قد سنّ دستورهْ

أنار كل دروب الشعر مذهبه

أما الخفافيش أمست منه مذعورةْ

أحاربُ الجهل والتحجير مجتهدا

ولستْ أرضى بتفكير كأحفورةْ

تشير نحو ربيع الفكر قافيتي

كما تشير على الزُّرَّاعِ طنطورةْْ

من القرائح مثل الخبت خاشعة

وبعضها من سحاب الفن ممطورةْ

استحسنُ الشعر من راقٍ وراقيةٍ

وقد تفوز على السنيورِ سنيورةْ

ولستُ عبدا لأوزان الأُلى سبقوا

أما الزحافات في نصٍّ فمغفورةْ

والبعضُ يأتي بمعنى دون تكملةٍ

كل المعاني لديه الدهر مشطورةْ

فحالنا كي يُتمّ القول قائله

حال المشاهد لما تُقطع الصورةْ

مظاهر الناس لا تنبي بواقعها

كمْ وردةٍ في أصيصِ الزرع مقهورةْ

وأكثر الناس لو دقّقتَ سوف ترى

أحوالهم بجميل الله مستورةْ

بلابل الدوح ممنوع ترنمها

حتى الشحارير في الغابات مزجورةْ

الأرض كالناس في حربٍ وفي دعةٍ

فبعضها آمِنٌ والبعض مذعورةْ

وفي فلسطينَ قد قامتْ قيامتهم

أعني المساكينَ تحت القصف منحورةْ

وجوههم من سعير الجوع ضامرة

وساقهم من طويل السير مشعورةْ

مشاهد الخوف والتجويع نشهدها

في كل يومٍ على الشاشات مكرورةْ

فسنديان حماسٍ دونهم ولهم

مطارق الظلم من صهيونَ مسعورةْ

ولا مجيب لصوت القدس من كثبٍ

والعالم الحر كالمرآة مكسورة

 

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبده فايز الزبيدي

عبده فايز الزبيدي

84

قصيدة

عبده فايز الزبيدي، شاعر سعودي، مؤسس الأدب المقطعي، ومؤسس قوانين قصة ست كلمت"ق.س.ك" في العربية. ولد في رجب 1393هـ، يوليو1973م، له أعمال نثرية وشعرية.

المزيد عن عبده فايز الزبيدي

أضف شرح او معلومة