هذا ليس ثوبي
كم أنا
والحَرُّ يغزو جسديْ مِنْ كلِّ صوبٍ
أشتهي أن أتعرّى
ليس مِنْ ثوبٍ يغطّيني ويحميني
ولكنْ مِنْ رداءٍ خشنٍ
كالشّوكِ يُدمي حقلَ لحمي
وبهِ أُكوى بنيرانِ انحنائي
فأنا
ما عدتُ عصفورًا بليدًا دائخًا يهوي على الأرضِ
لأُصطادَ بفخٍّ مِنْ فِخاخِ الجُهلاءِ
أو كتابًا مُزِّقتْ أوراقُهُ وانمسحتْ أسطرُهُ
أو غابةً دِيستْ بأقدامِ أعاصيرِ شتاءِ
إنّني ضِقتُ بثوبٍ ليس ثوبي
هدَّ بنياني
وأخفى وجهَ جغرافيا بهائي
فلهذا
لا تلُمْني
وأنا أُبعِدُهُ عنّي بعيدًا في استياءِ
وإليَّ انظُرْ بإعجابٍ
وصفِّقْ
وأنا أرميهِ للأمواجِ رميًا
صائغًا ممّا أنا أهوى ردائي
القس جوزيف إيليا
٢٩ / ٧ / ٢٠٢٣
353
قصيدة