عدد الابيات : 15
سَارَةُ، وَجْهُكِ كَالْبَدْرِ الَّذِي ابْتَسَمَ
فِي لَيْلَةٍ غَابَ فِيهَا القَمَرُ و النَّجْمِ
نُورُ الْجَمَالِ عَلَى وَجْنَتَيْكِ يَسِيلُ
شَمْسٌ تَحْضُنُ ضَوْءَ الْفَجْرِ وَالظُّلَمِ
مَا مَرَّ طَيْفُكِ إِلَّا أَشْرَقَتْ سُحُبٌ
وَزَانَ حُسْنُكِ أُفْقَ الْكَوْنِ وَالنِّعَمِ
كَأَنَّمَا الْحُسْنُ مِنْ وَجْهِكِ نَبْعُ
يُهْدِي الْقَلْبَ فَيْضَ السِّحْرِ بِالْكَرَمِ
وَالْوَرْدُ فِي خَدِّكِ الزَّاهِي قَدِ انْتَشَى
بِأَنْفَاسِ عِطْرٍ تَجَلَّى فَوْقَ كُلِّ فَمِ
وَ وَجْهُكِ صُبْحٌ إِذَا مَا أَقْبَلَتْ شَمْسُهُ
تَكْسُو الْحَيَاةَ بِفَيْضِ الْبِشْرِ وَالْهِمَمِ
وَفِي عُيُونِكِ سِحْرٌ لَيْسَ يُدْرِكُهُ
إِلَّا الْمُحِبُّ الَّذِي هَامَ عَلَى الْقِمَمِ
صَفَاؤُكِ الْفَذُّ مَاءُ نَبْعٍ رِقَّتُهُ
يُغْنِي عَنِ الْقَوْلِ وَيَكْفِينِي مِنَ الْكَلِمِ
يَا سَارَةَ الْوَجْهِ، فِي وَجَنَاتِكِ قَمَرٌ
تَحْلُو بِهِ لَحَظَاتُ الْعُمْرِ فِي الْحُلَمِ
إِذَا بَدَوْتِ، تَعَالَتْ فِي مَحَاسِنِكِ
كُلُّ الْمَعَانِي، فَصَارَ الْحُبُّ فِي عَلَمِ
وَكَيْفَ لَا ، وَأَنْتِ يَا سَارَةُ سَاحِرَةٌ
فِيكِ الْجَمَالُ تَصَدَّرَ فَوْقَ كُلِّ سَامِ
إِنِّي بِوَجْهِكِ سَارَةُ قَدْ وَجَدْتُ هُدًى
يَسْرِي بِهِ الْعِشْقُ أَنْسَامًا فِي الْعَدَمِ
وَ وَجْهُكِ الْبَدْرُ إِذَا نَادَيْتُهُ أَشْرَقَتْ
كَوَاكِبُ الْكَوْنِ وَاسْتَبْشَرَتْ بِلَا نَدَمِ
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَنْ يَسْرِي بِنَظْرَتِهِ
فِي سِحْرِ وَجْهِكِ حَيْرَانِ فِي النِّعَمِ
وَ جَمَالُكِ فِي الْقَلْبِ ارْتَسَمَ خُلْدًا
كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ الْمَكْنُونِ وَالْقِسَمِ
1280
قصيدة