عَيْنَاكِ، بَحْرُ السِّحْرِ وَالسِّيرِ

يَغْمُرْنِي بِنُورِ الْحُبِّ وَالْفِكَرِ

كَالنَّجْمِ تَسْرِي بِأَفْلَاكٍ مُزَيَّنَةٍ

وَتَرْسُمُ الْحُلْمَ فِي سُودِ الْمَحَجِرِ

سَارَةُ، عَيْنَاكِ كَالْأَحْلَامِ زَاهِيَةٌ

تَسْبِي الْقُلُوبَ وَتَرْوِي كُلَّ مُضْطَرِ

أَسْحَارُهَا فِي رُؤَاهَا بُرُوقِ، وَمَا

رَأَيْتُ فِي الدُّنْيَا مِثْلَهَا سِّحْرِ لِلنَّظَرِ

كُلُّ النُّجُومِ إِذَا رَأَتْ عَيْنَاكِ خَاشِعَةً

تَنْحَتُ فِي الْفَضَاءِ تَرْجُو بَعْضَ مُعْتَذِرِ

يَا لَيْتَ عَيْنَاكِ تُهْدِي كُلَّ مَنْ نَظَرُوا

إِلَيْكِ شَيْئًا مِنَ السِّحْرِ وَرَوْعِ الْمُبَهَّرِ

إِنِّي عَلَى الْعَشْقِ قَدْ سُبِّحْتُ فِي أَمَلٍ

يَسْتَنْطِقُ الْحُبَّ مَا بَيْنَ الْأَثِيرِ سَرِي

يَا مَنْ بِهِ عَيْنَاكِ أَحْيَتْنِي وَأَسْعَدَتْ

قَلْبِي فَكُنْتُ أَذُوقُ النُّورَ بِالنَّظَرِ

عَيْنَاكِ تَسْحَرُ كُلَّ الْفَجْرِ فِي حُلُمٍ

وَتُبْعِدُ الْحُزْنَ فِي لَيْلِي وَتَنْتَصِرِ

إِنِّي رَأَيْتُ بِهِمَا بَحْرًا مِنَ الْأَمَلِ

تَحْتَ الْقُمَرِ، تَمُدُّ الْحُبَّ بِالصَّوَرِ

سَارَةُ، إِنِّي وَعَيْنَاكِ اتَّحَدْنَا فِي

دَرْبِ الْحَيَاةِ نَسِيرُ الْعِشْقَ بِالْفِكَرِ

يَا مَنْ تُزَيِّنُ عَيْنَاهَا السَّمَاءَ كَمَا

يُزَيِّنُ الْوَرْدُ رُوحَ الْحُبِّ فِي الْبَشَرِ

إِنِّي أُحِبُّ عُيُونَكِ الْبَاقِيَةَ الَّتِي

تَسْحَرْنِي مِثْلَ قَصِيدٍ مُعْتَرٍّ وَثَرِي

فِي كُلِّ نَظْرَةِ عَيْنٍ مِنْكِ أَرَى أَمَلًا

يَسْكُنُ الْقَلْبَ أُبْرِي جُرْحِي وَأَسْتَتِرِ

سَارَةُ، عَيْنَاكِ بَحْرُ الْعِشْقِ فِي أَمَلٍ

مَا مَرَّ بِالنَّاسِ إِلَّا زَادَ مِثْلَ قَمَرِ