في زاويةٍ من هذا العالمِ المنهك،
حيثُ الجوعُ يطرقُ الأبوابَ بلا استئذان،
أحلم أن أفتحَ بابًا لا يُغلق،
بابًا لا يُباعُ فيه الطعام فقط، بل تُوهبُ فيه الرحمة.
رفوفُهُ لا تحملُ أسعارًا، بل نوايا كريمة،
وسلعهُ مغلّفةٌ بالرحمة، لا بالربحِ الجائر،
لا مكانَ فيهِ للجشعِ ولا للمزايدة،
بل للكرامةِ، حينَ يختار الفقيرُ حاجتهُ دونَ انكسار.
أريدهُ ملاذًا، لا متجرًا،
مأوىً للقلوبِ التي أرهقها الغلاء،
مكانًا يُعيدُ للإنسانِ شعورَهُ بأنهُ إنسان،
لا رقمًا في معادلةِ السوقِ والنسيان.
فيه الزيتُ يُضيءُ شمعةَ الأمل،
والخبزُ ليسَ ليُباع فقط، بل ليُشارك،
والحليبُ يُسقي الطفولةَ حقّها،
والسكرُ يُحلّي صبرَ قلوبِ الأمهات.