أنا المتعبة من شرّكم،
أنا التي حملتكم آلاف السنين،
وصبرت،
وغفرت،
ولكن ذنوبكم كثرت وفاضت،
فملأتني قتلاً وظلماً،
وروت ترابي بدم الأبرياء،
وما عدت قادرة على كتم الجراح.
يقولون إن الطوفان قد يعود،
وأنا أقول: ليته يعود.
ليته يأتي ليغسل هذا الكوكب من نسل النمرود،
من وجوه تجيد السجود للمصلحة،
وتكسر ظهور الجائعين،
وترفع رايات الشيطان باسم الإنسانية.
ليته يأتي،
لا ليفنينا،
بل لينقذ ما تبقّى من قلوب تؤمن بالحب،
وتحلم بالسلام،
وتبكي حين ترى ظلماً يصفّق له الحمقى.
ليته يأتي،
فالسماء لا تنسى،
وعدالة الله لا تموت،
وكل من صعد فوق الناس ظلماً،
سوف تغرقه قطرة.
وبما أني أعلنت الحرب عليكم،
يا من تغطرستم، واستبديتم، وظلمتم،
من دون رحمة، أو خوف من الله،
سأكون أنا الطوفان القادم،
وإن لم تأتوا بالفلك، جئتكم بالموج.