عدد الابيات : 14
يَا أُمُّ يَا سِرَّ هَذَا الْكَوْنِ وَبَهْجَتَهُ
بِالْحُبِّ نُورُكِ فِي أَعْمَاقِنَا يُخْتَتَمُ
أَنْتِ الْكَرِيمَةُ فِي أَفْعَالِهَا عَظُمَتْ
تَسْمُو بِشَرَفٍ وَلَا تَسْتَبْقِي تَقَّدُمُ
يَا مَنْ سَقَتِ الْحُبَّ وَالْأَخْلَاقَ مَنْبَعَهَا
وَالْعَطْفُ يَحْنُو عَلَى الْأَرْوَاحِ وَالنَّسَمُ
نُورٌ يَفِيضُ عَلَى الدُّنْيَا بِفِطْرَتِهَا
تَجْمَعُ الْقُلُوبَ وَفِي آفَاقِهَا الشَمَّمُ
قَلْبٌ نَقِيٌّ وَسِرُّ الْخَيْرِ مُرْتَجَزُ
فِيهِ الْجَمَالُ وَفِي أَرْكَانِهِ الْحِكَمُ
هِيَ النَّجْمَةُ فِي لَيْلِ الْحَيَاةِ إِذَا
ضَاعَ الدَّلِيلُ، فَفِي أَنْوَارِهَا الْحُلُمُ
أَنْتِ الْأَمَانُ إِذَا مَا الْخَوْفُ دَاهَمَنَا
وَفِيكِ نَلْقَى سُكُونَ النَّفْسِ وَالْحِكَّمُ
هِيَ الْحَيَاةُ إِذَا دَارَتْ بِنَا عَثَرَاتٌ
وَمِنْ كُفُوفِهَا تَنْمُو الْبُذُورُ وَتَسْتَتِمُّ
تُسْقِي الْمُرُوءَةَ مِنْ قَلْبٍ يُقَدِّسُهَا
وَتَهْدِي الْحِلْمَ إِنْ ضَاقَتْ بِنَا الْقُدُمُ
تَبْقَيْنَ فِينَا ضِيَاءَ الرُّوحِ مُتَّقِدًا
وَفِي حَنَانِكِ خَيْرُ الْعَطْفِ يَزْدَحِمُ
هِيَ الْوَفَاءُ إِذَا مَا خَانَنَا زَمَنٌ
وَهِيَ الرَّجَاءُ إِذَا مَا فَاضَ بِنَا الْأَلَمُ
فَاجْعَلْ لَهَا مِنْ حَنَايَا الْقَلْبِ مَنْزِلَةً
فَهِيَ الْأَمِينَةُ وَالْعَهْدُ الَّذِي يُلْتَزَمُ
قَدْرٌ عَظِيمٌ، فَلَا يَجْزِيكِ مُعْتَذِرٌ
مَهْمَا اجْتَهَدْنَا، فَإِنَّ الْجُهْدَ يَنْصَرِمُ
يَا زَهْرَةً فِي رَبِيعِ الْكَوْنِ شَامِخَةً
تَبْقَيْنَ فِينَا نُسُوجَ الْحُبِّ وَالنِّعَمُ
1280
قصيدة