اَلْقَلْبُ يَهْفُو إِلَيْكَ الْعِشْقُ نَادَانِي

يَا مَنْ جَمَالُكَ سَحَرَ الْكَوْنَ أَلْوَانِي

عَيْنَاكَ نَاعِسَةٌ، وَالرُّوحُ فِي وَلَهٍ

لَهَا بِمَفْرِقِكَ الشَّوْقُ وَ فِيهِ أَمَانِي

مَا لِي عَلَى الْبُعْدِ طَاقَةٌ أَوْ صَبْرُ

فَالرُّوحُ تَهْفُو وَتَشْتَاقُ بِإِمْعَانِ

أَنْتَ الْمَلَاكُ الَّذِي بِالْحُبِّ طَوَّقَنِي

مَا لِي سِوَاكَ، وَلَسْتُ الْيَوْمَ نِسْيَانِ

وَدَّعْتُ يَوْمَ الْفِرَاقِ، وَالْقَلْبُ مُلْتَهِبٌ

كَأَنَّمَا الشَّوْكُ يَنْفُذُ فِي شِرْيَانِي

وَنَارُ الشَّوْقِ تَخْتَرِقُ مَلَامِحَنَا

وَفِي وَدَاعِكَ، تَعِجُّ الشَّوْقُ بِالْأَنَانِ

وَاسْمُكَ مَحْفُورٌ فِي قَلْبِي مِنْ ذَهَبٍ

وَعَاشَتِ الرُّوحُ الَّتِي أَهْدَتْكَ اسْمَانِي

أَحْبَبْتُ فِيكَ جَمَالَ الرُّوحِ، لَا جَسَدًا

فَالْحُبُّ أَسْمَى مِنَ الْأَشْكَالِ أَلْوَانِي

كُلٌّ تَمَنَّاكَ، لَكِنِّي أَنَا غَنِمْتُكَ

فَالْحَظُّ دَارَ، وَكُنْتُ الْيَوْمَ عُنْوَانِي

يَا فَخْرًا لِي، وَيَا كِبْرِيَاءَ مُلُوكِ قَلْبِي

لَكَ الْهَوَى، وَلَكَ الْآمَالُ أَلْحَانِ

لَسْتَ الْمُزَاحِمَ فِي حُبٍّ وَلَا طَامِعًا

بَلْ أَنْتَ مَنْ فِي الْأَعْمَاقِ أَزْمَانِي

لَا تَسْمَعِ الْعَاذِلِينَ فِي مَحَبَّتِنَا

فَالْعِشْقُ أَكْبَرُ مِنْ قَوْلٍ وَبُهْتَانِ

حُسْنُكَ يُدْهِشُ مَنْ رَأَى مَلَامِحَكَ

كَأَنَّمَا الشَّمْسُ تَبْكِي فَرْحَةً الغَانِ